الإخوان المسلمون في سورية

محطات تاريخية

تأسّست جماعة الإخوان المسلمين في سورية عام 1945م، برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور مصطفى السباعي، الذي سُمّي مراقباً عاماً للجماعة.

كان للجماعة دور إيجابي بارز في الحياة الفكرية والاجتماعية السورية، وتعدّدت نشاطاتها في كل جوانب الحياة التنظيمية والاجتماعية والاقتصادية والأدبية والثقافية والعلمية، ولعل أبرز تلك النشاطات كانت النشاطات السياسية، إذ كانت جماعة الإخوان المسلمين تشارك في الحياة السياسية منذ عهد الاستقلال (عام 1946م)، فدخلت البرلمانات والحكومات المتعاقبة، وكان لها نواب في البرلمان.

إنّ الإخوان المسلمين في سورية ليسوا حزباَ سياسياً عابراً يضمّ أطراً تنظيميةً ضيقة، بل هم يمثّلون تياراً واسعاً في الشعب السوري، يضرب جذوره في الأعماق، ويمثلون الصحوة الإسلامية المستنيرة التي شعّ نورها في أرجاء الأرض، وتاريخهم يشهد لهم أنهم كانوا دائماً دعاة خيرٍ وتسامحٍ وحوارٍ وإصلاح.

وقد شارك الإخوان في إثراء الحياة السياسية في كل العهود الديمقراطية، كما شاركوا في مقارعة الاستعمار، وفي حرب فلسطين، وفي الحياة الثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية، وكان لهم نواب ووزراء في العهود الديمقراطية، وصحف، ونوادٍ، ومستشفيات، وجمعيات خيرية..

والإخوان يدعون إلى الله عز وجل على بصيرةٍ بالحكمة والموعظة الحسنة، وبرنامجهم هو الإسلام، ومرجعيّتهم كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، شأنهم في ذلك شأن الحركة الإسلامية في كل أقطار الأرض.

ويرفض الإخوان كل أشكال العنف والتطرف، ويؤمنون بالتدرج في الخطوات، ويؤمنون بمبدأ الحوار لحل أي خلاف، وتاريخهم يشهد أنهم رجال دعوةٍ وفكرٍ وسياسة، يحترمون القوانين، ولا يَضيقون ذرعاً بالرأي الآخر، ولا يتطلّعون إلى مكاسب حزبية، بل يقدّرون كل جهدٍ يبذله غيرهم في هذا السبيل ويدعمونه.