الإخوان المسلمون في سورية

صراع الهوية وبداية تشكّل الإخوان المسلمين في سورية

كان لسقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م، صدىً عظيماً لدى الشعوب الإسلامية التي شعرت بانتكاسة من جراء سقوطها، والتي كانت بداية الصراع العلني على الهوية، حيث ظهر بعض القوميين يعلنون تضامنهم مع سقوط الخلافة، وأنه لا بدّ بوجوب الابتعاد عن الإسلام وقيمه وأحكامه، متأثرين في هذا بالنهج الغربي والفكر العلماني.
ومن هنا تنادى أهل الغيرة الإسلامية، ممزوجة بالحمية الوطنية من رجال الإسلام وشيوخه وعلمائه، ومن وجهاء البلد وزعمائه، كي يلتفوا ويشكلوا جماعات وجمعيات إسلامية تنادي بالعودة إلى رحاب الإسلام، وإلى التمسك بأهدابه، ومباشرة الكفاح تحت رايته.
البدايات كانت في المدن الإسلامية التي رافقها وسبقها تحركات في دمشق وحلب وحمص، وأعقبتها تحركات مماثلة في اللاذقية والساحل ودير الزور والحسكة وحماة، لتكون مقدمة التجمع الكبير والحوارات المستمرة بين رجال الدعوة في سورية، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى تأسيس حركة الإخوان المسلمين في سورية.

محرر الموقع