أما في سورية فقد اختار النظام الإيراني الوقوف مع نظام بشار الأسد الإبادي المتوحش، وساعده على الفتك بالشعب السوري لكسر إرادته في حياة حرة كريمة، بل فاخر أحد أذرعه في المنطقة أن قاسم سليماني (قائد فيلق القدس) هو الذي أقنع الروسي بالتدخل في نهاية عام 2015م لإنقاذ بشار الأسد الذي أصبح آيلاً للسقوط خلال أسبوعين.
وبذلك داس النظام الإيراني على كل القيم والأعراف والمواثيق وعلى شعاراته الإسلامية المدعاة ودعم نظاماً طائفياً بغيضاً يدّعي القومية والعلمانية وربطه معه في علاقة مصيرية، واستغل موقع سورية الجيوستراتيجي المهم كقاعدة لتدريب ميليشياته القادمة من العراق ولبنان والسعودية والبحرين والكويت، وعمل على تطوير استراتيجية شاملة لتجذير وجودها وتقنينه على نحو يعقّد من إمكانية تحجيم نفوذها في سورية مستقبلاً، ويعزز التمدد باتجاه الدول الأخرى لإحكام الطوق على الأردن ودول الخليج العربي.