الإخوان المسلمون في سورية

خطابٌ إلى ملح البلد [3]

موفق شيخ إبراهيم
إن من المفترض أن يكون للعلماء الأصفياء، حضور مثمر وذو فعالية، في أوساط المجتمع، ودور ملحوظ في تغيير مسار الأحداث، إذ هم النخبة المعوَّل عليها، في توجيه البوصلة في مسارها الصحيح، من خلال دقَّة في التخطيط وحكمة في التنفيذ، إن لزم، في مؤسَّسة أو منظمة من منظمات المجتمع المدني، أو بين يدي القيام بعمل عام، فيه مصلحة للمسلمين.
علماؤنا أصحاب شخصية مستقلة، وفهم ذكي، لهم شارعهم الخاص، وليسوا قابلين للتدجين، متفاعلون مع قضايا الأمة، أدركوا خطورة الوثنية السياسية، فتحدثوا عن عبادة القصور، بالتوازي مع حديثهم عن الوثنية الشعائرية، وعن عبادة القبور.
وللعلماء دورٌ في إحقاق الحقِّ في المجتمع، في حال كان أصحابه مستيقظين، وإلا فسيخسر الحقُّ قضاياه في حال رقد أهله في سباتٍ عميق. وللتدليل على فكرتي هذه، فسأسوق المثل التالي: خرجت مظاهرة نسوية قوامها خمسمائة امرأة في الجزائر، في ثمانينات القرن الماضي، يطالبن بإلغاء قانون الأحوال الشخصية، حسب الشريعة الإسلامية! فدعا الدكتور يوسف القرضاوي، رحمه الله، إلى مسيرة نسائية في معظمها، مليونية في تعدادها، يطالبن بالإبقاء على ذات القانون، وعلى رأس هذه المسيرة، كان الشيخ عبد الله كنون رحمه الله، فآتت أكلها. ومن هنا فالتخاذل في طلب الحقِّ مضرٌّ بالأمَّة.
كم سيكون التقصير نذير شؤم، وصيحة خطر، عندما ينزوي العلماء بعيداً عن الأحداث؟! والأسوأ من ذلك، أن يرى العلماء أن النزول إلى الساحة، ليس من شأنهم! ليتركوا ميدانها، كلئاً مباحاً لكل ساقط وداعية ضلال.
ولو أنّ العلماء تركوا الذّبّ عن الحقّ، خوفاً من كلام الخلق، فقد ضيّعوا الأمانة وخانوا العهد مع الله! وأكثر ما يُخشَى منه في هذه الأيام، أن يكِل العالم أو الداعية أو المربي حسامَهُ في معترك المناظرة وينبو, ويعثر جواده في مجال المحاجَّة ويكبو! وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.

محرر الموقع