الإخوان المسلمون في سورية

في الذكرى العاشرة لمجزرة الكيماوي في الغوطة

بيان رسمي

في مثل هذا اليوم من عام 2013، أقدم نظام الأسد على ارتكاب مجزرة بسلاح “السارين” الكيميائي، بهجوم استهدف مدناً وبلدات في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، راح ضحيته نحو 1144 مدنياً، بينهم أطفال ونساء، كما أصيب نحو 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق.
ولقد عدّت هذه المجزرة الإرهابية الأبشع خلال سنوات الثورة الشعبية في سورية، التي واجهها نظام الأسد وحلفاؤه الإرهابيون بكل ما لديهم من الأسلحة والوسائل الإرهابية، بدءاً بالرصاص الحي، مروراً بالأسلحة البيضاء والسكاكين، والقذائف بأنواعها، والبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية، وليس انتهاءً بالأسلحة الكيميائية “المحرمة دولياً”، هذا بالإضافة إلى القتل تعذيباً وتجويعاً وتهجيراً.
حدثت هذه الجريمة البشعة على مرأى ومسمع من العالم، وتناقلت تفاصيلها المرعبة وقتذاك وسائل الإعلام بشكل شبه مباشر، بتسجيلات مصورة وموثقة، أكدت صحتها فيما بعد تقارير حقوقية محلية ودولية، وأكدت مسؤولية نظام الأسد المباشرة عنها.
إن جماعة الإخوان المسلمين وهي تستذكر بخالص الحزن والأسى تفاصيل هذه الفاجعة، الموغلة في الإجرام والإرهاب، وتدعو بالرحمة لضحاياها الأبرياء العزّل، فإنها تؤكد على ما يلي:
* تحمّل مسؤولية هذه الجريمة لنظام الأسد، وتؤكد أن هذه الجريمة جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، وأنها إضافة إلى غيرها من عشرات الجرائم، لا تسقط بالتقادم. كما تؤكد في هذه السياق على أن مبدأ العدالة الانتقالية، هو مبدأ أساس في أي حل سياسي مفترض، لا يملك أي طرف التنازل عنه أو تجاهله أو المساومة عليه.
* تدين تقصير المجتمع الدولي في محاسبة نظام الأسد على هذه المجزرة، وتركيز اهتمامه على سحب أداة الجريمة (التي لم تسحب أصلاً) وترك المجرم طليقاً، وسكوته المتواصل على مواصلة النظام وحلفاءه جرائمهم، رغم القرارات الدولية، القاصرة أساساً.
* تدعو دول العالم لتفعيل محاسبة النظام على هذه الجريمة، وبقية جرائمه، وتجاوز الحجج الواهية التي دأبت على سوقها للتنصل من هذه المحاسبة، وإنصاف الضحايا والشعب السوري عموماً.
* تجدد تذكيرها للدول العربية التي أعادت علاقاتها مع هذه النظام المجرم، بأن الكلفة الأخلاقية للتطبيع مع هذا النظام المتوحش باهظة للغاية، كما تذكرهم بأن التاريخ لا يرحم وأن ذاكرة الشعوب حية لا تنسى ولا تسامح.
المكتب السياسي – جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢١ آب ٢٠٢٣م
٥ صفر ١٤٤٥ه‍

محرر الموقع