الإخوان المسلمون في سورية

أسس السياسة الخارجية عند جماعة الإخوان المسلمين في سورية

الأسس العامة للسياسة الخارجية

ترى الجماعة أنّ السياسة الخارجية لسورية المستقبل إنما ينبغي أن تستند ابتداءً إلى حقيقة أولية وهي أننا وقبل كل شيء جزء من أمة, وحّدها الإسلام قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام, فأصبح لها بهذا الإسلام كيان حضاري متميز ذو رسالة إنسانية و أخلاقية سامية, وأنّ ما يجمعنا مع أمتنا العربية, ومن ورائها العالم الإسلامي بأسره من دين ولغة وثقافة وتاريخ مشترك ومصير ومستقبل واحد أكبر من كل ما يفرّقنا ويشتتنا, ولن ننهض من كبوتنا، ونحقق آمالنا وننجز مشروعنا الحضاري إلا بقدر اقترابنا من هذه الوحدة، وتوافقنا معها والتزامنا بها.
انطلاقاً من هذه القاعدة الكبرى فإننا نرى أن أسس السياسية الخارجية لوطننا يجب أن تكون:
1- الالتزام الحقيقي والصادق بقضايا الوطن والأمة, ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يقوده الصهاينة في فلسطين المحتلة.
2- صياغة المواقف، وبناء العلاقات الدولية، وفقا لمصلحة قضايانا العادلة.
3- الالتحام الحقيقي بين الشعب والحكومة، لأن ثقة الشعب بالحكومة، وصحة تمثيلها له هو الكفيل بقدرتها على مواجهة الضغوط الخارجية.
4- السعي لتحقيق مشروع عربي وإسلامي شعبي يوحد الطاقات لمواجهة الخطر المشترك ومواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الأمة، وتفجر مكامن القوة فيها وتحررها من التبعية لغيرها.
5- السعي لإنشاء صيغة وحدوية فاعلة، تتجاوز جامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي التي اقتصرت على التنسيق الهش، وذلك بالبدء بخطوات توحيدية حقيقية على مستوى السوق الاقتصادية والتعاون العسكري والتكامل السياسي.
6- الإدراك الواقعي لحدود إمكانياتنا المتاحة، إلا أن هذه الواقعية ينبغي ألا تكون مرادفاً للعجز والسلبية، فإمكاناتنا المتاحة ليست قليلة، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، ويجب توظيفها بالشكل المناسب لتحقيق أفضل الممكن.
7- اعتبار السلم أساسًا للعلاقات الدولية، وعدم الاعتداء على الآخرين، مع احترام خصوصياتهم الثقافية والسياسية, والإيمان أنّ اختلاف الثقافات والأجناس ليس ذريعة لعدوان جنس على جنس أو ثقافة على أخرى، بل هو مدعاة للحوار والتعارف، مصداقاً لقوله تعالى ((وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)) ، خاصة وأن التطور الهائل في الاتصالات يتيح فرصاً للحوار والتفاهم بين الشعوب لم تكن متاحة من قبل.
8- احترام العهود والمواثيق, وديننا الحنيف هو الذي شرع لنا منذ فجر الإسلام الوقوف عند التعهدات والالتزامات التي نرتبط بها مهما بدا لنا من مصلحة ظاهرة في نقضها أو التخلي عنها ((وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)).

المصدر: المشروع السياسي لسورية المستقبل- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية

محرر الموقع