الإخوان المسلمون في سورية

كيف كان مسار جماعة الإخوان منذ اندلاع الثورة وحتى اليوم؟ (فيديو)

موقع إخوان سورية
ما بين تحدّي التجربة الدامية مع آل الأسد، وتعقيدات المشهد الدولي، اختارت جماعة الإخوان المسلمين في سورية الدخول في ثورة 2011 منذ يومها الأول.
دخلت الجماعة الحراك الشعبي بصفتها تياراً يتبنى هتافات الشارع ومطالبه، وليست جماعة ذات طموحات سياسية.
قبل آذار/ مارس 2011، الذي شهد اشتعال الشرارة، تنبأت جماعة الإخوان المسلمين بخبرتها الممتدة من القرن الماضي، بردود فعل النظام العنيفة، وخبرته في تشويه الثورة، وشيطنتها بوسائل شتى، فلم تصدر أيّ بيانٍ بخصوص الثورة حتى شهر نيسان/ أبريل حتى لا يصبح الانتماء للإخوان تهمة جاهزة يلبسها النظام لأفراد الشعب المنتفض، والتي تعني بالقانون تطبيق حكم الإعدام.
وبحسب المراقب العام السابق د. “محمد حكمت وليد”، فإنّ الجماعة اختارت الصفّ الثاني من الثورة، حتى لا تحمّل الثورة ما تتحمّله الجماعة من صعوبات. ومن جهةٍ أخرى فإنّ الجماعة في البداية كانت من أوائل من أيّد الثورة بالطرق السلمية، وفقاً لأدبيّاتها المعلنة، والتي تنادي بالحفاظ على مؤسسات الدولة، وحماية المكوّن الاجتماعي التعدّدي بكل أطيافه.
ووفقاً للأستاذ “علي صدر الدين البيانوني”، المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية: “بالعكس تماماً، نحن كنّا ضدّ تسليح الثورة، وبشكل عام المتظاهرون كلّهم ليسوا مع تسليح الثورة”.
وفّرت الجماعة كلّ سبل الدعم، لتنسيقيات الحراك الثوري على الأرض، دون تفريق بين حراكٍ وآخر. ودعمت من خلف الأضواء الثوار، أفراداً وجماعات، في وقتٍ كانت فيه تيارات أخرى تخوض في التقسيمات والتحزبات.
في وقتٍ مبكّرٍ من عمر الثورة، وبسبب تنظميها، وحضورها التاريخي في نسيج المجتمع السوري المتألم أحداث حماة عام 1982، نجحت الجماعة في جمع غالبية الشخصيات الإسلامية، المستقلة في برنامجها، لأنّ ما تحمله من فكرٍ معتدل، ينسجم تماماً مع تديّن الشعب السوري، الغالب عليه الاعتدال، والرغبة في التعايش مع الآخر.
وحين اتّجه نظام الأسد إلى العنف المفرط، لم توفّر الجماعة جهداً في المحافل الدولية، لدعوة العالم إلى وقف شلالات الدم، واستطاعت صياغة خيارات أمام المجتمع الدولي لوقف المذبحة، منها إنشاء مناطق آمنة، وفرض حظر جوّيّ، لمنع الأسد من استخدام سلاح الجوّ لحماية نظامه من السقوط.
في عام 2012، أدرك كثير من السوريين صعوبة تحقيق أهداف الثورة بالمسار السلمي، وأعلنت مجموعات من العسكريين، الانشقاق عن الجيش، وتأسيس فصائل مسلّحة، لحماية الثوار. كان هذا المسار الإجباري الذي لم يختره السوريون بل أجبروا عليه.
وبحسب د. “محمد حكمت وليد”: “نحن نحب دائماً أن نتماهى مع الحالة الوطنية. ولا نبرز كجماعة كي نميّز أنفسنا عن الشعب. نحن جزء من هذا الشعب، وجزء من الحراك الذي يقوم به هذا الشعب”.
وبالتوازي مع الدعم الذي قدّمته في الميدان، خاضت الجماعة تحرّكات كبيرة في الميدان السياسي.
بعد 18 شهراً على اندلاع الثورة، ساهمت الجماعة في تأسيس المجلس الوطني السوري.
وتشير تقديرات مراكز غربية، مثل مركز “مالكوم كير – كارنيغي” إلى أنّ النشاط السياسي للجماعة في الثورة، كان الأقوى والأكثر تنظيماً، من بين قوى المعارضة السورية، على الرغم من نفي قادتها من البلاد، في عهد “حافظ الأسد”.
وقفت الجماعة خطّاً منيعاً أمام حلفاء نظام الأسد، الذين دخلوا لحمايته من السقوط. فمنذ اشتعال الثورة أصدر إخوان سورية عشرات البيانات، تؤكد موقفها المناهض لإيران ومليشياتها وأذرعها في المنطقة، كمليشيا “حزب الله”، وتحذّر من مشروعها الاحتلالي في المنطقة بأسرها. وكذلك من تغوّل روسيا وإجرامها بحق شعبنا.
اليوم تؤمن الجماعة بأنّ الثورة أصابها الفتور، لكنها لم تُهزم، وأنّ المسار الذي دخلت فيه الثورة، لن ينتهي بانتصار النظام.
وتقود الجماعة حراكاً سياسياً لتحذير الدول العربية من مغبة التطبيع مع نظام الأسد، وحماية شعوبهم من المخدرات والمليشيات، التي بات نظام الأسد يستخدمها سلاحاً لإرهاب الحكومات.
يقول د. “عامر البو سلامة” المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية: “هذا النظام الذي ترنّح مراراً، ما زال ليس بعافية كما يظن، هو ومن معه في محوره، الذين يظنون أنهم انتصروا. لا، لم ينتصروا”.

محرر الموقع