… هناك عبارة جميلة لكاتب من كتاب العرب المصريين في القرن العشرين. أنا نشأت ولما كنّا.. كان هم عاشوا في الأربعينات، ثلاثينات، عشرينات.. كان في كاتب مصري جميل اسمه “أحمد أمين”، صاحب “فجر الإسلام”، و”ظهر الإسلام” و”ضحى الإسلام”.. وأنا أنصح الشباب أن يقرؤوا، هذه كتب جميلة وعلمية.. لكن له كتاب عنوانه “فيض الخاطر”.. قرأته وأنا طالب في الصف السابع. أحفظ منه عبارة جميلة جداً جداً، أحب أن استعملها الآن. يقول.. “لو ألقينا حصاة في البحر الأبيض المتوسط لارتفع منسوب المياه في المحيط الأطلسي”، حسب القانون الفيزيائي “الآنية المستطرقة”.. “لو ألقينا حصاة في البحر الأبيض المتوسط، لارتفع منسوب المياه في المحيط الأطلسي”.
هذه القاعدة الجوهرية تجعلنا نفهم النظرية التراكمية لما تفضلت به.. كل من قال لحافظ الأسد، ولوريثه القاصر من بعده “لا”.. خلال حقبة.. الآن تقريباً 55 سنة، هو واحد من الذين صنعوا هذا النصر..
هذا النصر عملية تراكمية.. باب أولى.. نحن الآن نقول كل من قال “لا”.. كل من قال “لا”.. كان زياد بن أبيه.. اللي تولى.. يقولون عنه.. كان يقول كلمة أيضاً جميلة.. أنا أحب هذه الكلمات هكذا يعني أجدها أفضل من قصيدة شعر.. يقول “يعجبني الرجل إذا سيم خطة خسف -يعني إذا فرض عليه أمر ما- أن يقول لا بملئ فيه”.. يقول “لا” بطريقة قوية.
أنا أقول سورية خلال هذه ال 50 سنة، ليس من عند حافظ الأسد.. من يوم ما استلم حزب البعث من 63، 8 آذار 1963 كنا نقول -جيل مو أنا- جيل، نقول “لا” ونحن طلاب في المدرسة الإعدادية.. كانوا يعلموننا الخطأ، ويعلموننا الذل، وكنا نقول “لا”، جيل كامل من السوريين في المدارس، والمعاهد، والشوارع، كانوا يقولون لا..
ثم وصلنا إلى جيل الثمانين الذي حدثتك عنه..أنا قلت أنا ما لي متفق على طريقته، لكن هذا لا يعني أنني أبخسه حقه. هو كان أيضاً عبحاول إنه يحقق شيء في حياه الناس…
ثم نأتي إلى جيل.. هذا الجيل، جيل الثورة، اللي قاد هذه العملية وانغمس فيها.. كل آهة، كل دمعة، كل صرخة أمل، بلها كل قطرة دم، كل شهيد كل يتيم، كل هؤلاء صنعوا هذا النصر الذي تحقق..
الآن في عنا شيء اسمه الضربة القاضية، هؤلاء الشباب- -الله يجزيهم الخير- بغض النظر عن تركيبتهم ووصفهم وأفراد.. هم الذين وجهوا لهذا النظام المترنح، هذه الضربة القاضية اللي سقط فيها.. في يعني في كقطع كعب زبدة بسكين، يعني ما كان في شيء..
الحمد لله رب العالمين.. نحن الآن يجب أن نكون مغتبطين، مستبشرين، مسرورين، واثقين، مؤملين، آملين، وفي نفس الوقت حذرين، أعيننا مفتوحة، تطلعاتنا حقيقية.. نحن أبينا أن نُظلم.. أبينا أن نُظلم.. يجب أن نأبى أن نَظلم.. إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما..
المصدر: مقابلة الأستاذ “زهير سالم” في بودكاست “مخ الهدرة”