


في معادلة التمثيلية والاختصاص:
اعتبرت المجالس التمثيلية الصيغة الأمثل للتعبير عن الإرادة العامّة للأمّة تحت عنوان عريض حمل عنوان (الديمقراطية) وعُني بها أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، من خلال المجالس التمثيلية، ولكن التمثيلية تخضع في جميع المجتمعات والشعوب لمعطيات متعددة، تتجاوز معاني الكفاءة في كثير من الأحيان، لتخضع لمنطق الرأي العام المحكوم بسلسلة من المؤثرات، وفي مقدمتها الدعاية الانتخابية وفي نهايتها سلسلة من العلاقات الشخصية والاجتماعية والظرفية.
ومع كل السلبيات التي يمكن أن تقال عن التمثيلية، فإنها تبقى الصيغة الأمثل للتعبير عن رأي المجموع، ولكنها لا تؤدي بالنتيجة إلى الصيغة الأمثل في دراسة القرار الصحيح، وتوظيفه في مصلحة المجموع. ومن هنا فإنّنا في مشروعنا الحضاري، مع تمسّكنا بالصيغة التمثيلية للتعبير عن رأي المجموع، والحدّ من سيطرة مجموعة من المتنفّذين على القرار العام. نُلحّ دائماً على ضرورة أن يكون هناك في دراسة أيّ قرار، مجال لمداخلة شورية من أصحاب الاختصاص، وفي كلّ فنٍّ برجاله، بحيث لا تكون هناك مجموعة من القرارات المتضاربة التي لا تُقدّر مصلحة الأمّة حقّ قدرها، ويمكن في هذا أن يصبح تمثيل الأمّة في مجلسين، أحدهما للشورى والتشريع، وثانيهما لتحقيق مصالح الشعب من خلال ممثليه، كما هو قائم في عدد من الدول العريقة في الديمقراطية.
ومن الضروري أن نؤكّد، أنّ حرّية الاختيار، ونزاهة عمليات الترشيح والانتخاب، هي الكفيلة بالحد من سلبيات التمثيل العام، وبتقديم المخلصين القادرين على تقديم مصلحة الأمّة على مصالحهم الذاتية. إنّ المجالس الصورية التي تعتبر في المجالس التمثيلية تبادل المصالح مع الحاكم في خلال سياسات الملق والمداهنة مقابل بعض المكاسب الصغيرة، قد وأدت كل أملٍ للأمة في الخلاص والنهوض.
المصدر: المشروع السياسي لسورية المستقبل- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية | الباب السادس: السلطة | الفصل الثاني- السلطات الثلاث ومكانتها في بناء الدولة | في فصل السلطات | في معادلة التمثيلية والاختصاص
