بسم الله الرحمن الرحيم
يتابع العالم منذ تسع سنوات المأساة الإنسانية والملحمة البطولية التي يخوضها الشعب السوري ليستعيد حريته وكرامته، مُقدماً مليوناً من الشهداء وملايين اللاجئين والنازحين.
واليوم ونحن على أبواب السنة العاشرة للثورة السورية لا يسعنا إلا أن:
1- نحيي الصمود الأسطوري لهذا الشعب البطل، ونُكبر تحديه لآلة القتل الروسية الإيرانية الأسدية، وأملنا كبير بقدوم الفرج والنصر من الله سبحانه وتعالى ناصر المظلومين وقاهر الجبارين.
2- نثمن وقوف تركيا المشرف حكومة وشعباً إلى جانب الشعب السوري في محنته بمواجهة الطاغية المستبد الذي باع البلاد وشرد العباد، وتركيا اليوم في نصرتها للثورة السورية، تؤدي الواجب الذي قصر المجتمع الدولي عن القيام به، وتدافع عن أمنها وتصون القيم الأخلاقية والإنسانية التي أشاح العالم بوجهه عنها.
3- نؤكد وحدة الشعبين السوري والتركي، وعمق روابطهما التاريخية، فالدم السوري الذي سال في معركة جنق قلعه هو نفسه الدّم التركي الذي يسيل اليوم في إدلب، ودخول القوات التركية هو الجواب الرادع لنظام بشار الأسد الذي يقتل الشعب السوري ويهدد الأمن القومي التركي ويلعب باستقرار المنطقة برمتها.
4- نُحيي دولتي قطر والكويت الشقيقتين على موقفهما من قضية الشعب السوري، وعلى جهودهما الإنسانية لتخفيف معاناته، وعونه على الاستمرار في كفاحه من أجل حريته وكرامته.
5- على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في وقف آلة القتل الهمجية التي يستخدمها الروس والإيرانيون والنظام، التي سببت مآسٍ إنسانية ودماراً لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
6- نضع أنفسنا أولاً، ونحض الشباب السوري في تركيا وسائر بلاد المهجر على الالتحاق بالجيش الوطني السوري الذي ينسق مع الجيش التركي في هذه المعركة المصيرية العادلة.
7- نؤكد أن المنطقة لن تستقر إلا بانتقال سياسي في سورية لا مكان فيه لبشار الأسد وعصابته، ونرى أن اتفاق أردوغان-بوتين الأخير ما هو إلا محاولة من الرئيس أردوغان لوقف نزيف الدماء في الشمال السوري، لكن النظام الذي اعتاد الغدر وسفك الدماء سيحاول خرق الاتفاق وبسط سيطرته على هذه المناطق، والفشل في ذلك حليفه بإذن الله.
8- نعلن تعاطفنا المطلق مع النازحين والمهجرين من أبناء شعبنا، ونبذل الوسع والطاقة للقيام بواجبنا لإغاثة وخدمة أهلنا، أينما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
وفي الختام نُنبهُ شعبنا الصابر إلى مكائد الحرب النفسية والآلة الإعلامية المضللة التي يستخدمها أعداء هذا الشعب للنيل من صموده وعزيمته، ونترحم على شهدائنا في سورية وشهداء الجيش التركي، الذين سقوا أرض هذه البلاد الطاهرة بدمائهم الزكية..
الثورة السورية ماضية في طريقها حتى إسقاط الطاغوت المتجبر ورحيل الغزاة المحتلين بإذن الله، والله ناصرنا ولن يترنا أعمالنا..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
11 آذار 2020م
16 رجب 1441ه