الإخوان المسلمون في سورية

في ذكرى الجلاء المجيد وتصنيف الحرس الثوري الإيراني

 

منذ ثلاثة وسبعين عاماً حقق شعبنا في سورية جلاءً كاملاً للمستعمر الأجنبي عن أرضه، وظن وهو يخوض معركة الاستقلال والنهضة أنّه قد وضع تلك الحقبة المظلمة وراء ظهره.

 

في ذكرى الجلاء يجد السوريون أنفسهم اليوم وقد احتُلّت أرضهم، وفقدت سورية سيادتها، بسبب نظام سياسي لم يختاروه، وإنما تسلّط عليهم بقوة الانقلابات العسكرية والقمع والقتل والعدوان منذ عقود، أضاف إليها في الأعوام القليلة الماضية التدمير بالأسلحة الثقيلة، والتهجير والتشريد.

 

لقد أعاد نظام بشار الأسد الاحتلال إلى أرضنا الطيبة، تارة بقرار رسمي من رئيس الجمهورية يستدعي الاحتلال الروسي ويضفي عليه الشرعية، وتارة بقرار غير رسمي بفتح أبواب دمشق مشرعة أمام الاحتلال الإيراني، وذلك لضرب إرادة الشعب السوري في التحرر، وهي الإرادة التي لم تُكسر طوال عهد الاستقلال، ولن تُكسر بإذن الله.

 

وبعدما عانى شعبنا خلال ثورته الأمرّين، تحت الاحتلالين الروسي والإيراني، وفي خطوة تأخرت أعواماً، أدرجت الولايات المتحدة (الحرس الثوري الإيراني) رسمياً على قائمة الإرهاب.

 

إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية لسنا بحاجة للتذكير بمواقفنا الواضحة والمعلنة من السياسة الإيرانية التي تستهدف شعبنا وبلدنا وأمتنا، ولكن دفعاً للصيد في الماء العكر، فإننا نجدّد تأكيدنا على مواقفنا السابقة المعلنة الرافضة للاحتلال الإيراني (كما الروسي) لسورية، والذي استخدم الحرس الثوري والميليشيات الشيعية بمسمياتها المختلفة لضرب ثورة الشعب السوري وتهديم مدنه وقراه وقتل أطفاله وشيوخه ونسائه.

 

لقد عبّرنا مراراً وتكراراً، بل وحاربنا مع شعبنا وعلى أرضنا، في وجه عدوان الحرس الثوري الإيراني، و”حزب الله”، وباقي الميليشيات الشيعية المستجلبة إلى سورية. حاربنا العدوان الذي لم يكتف بالقتل والذبح على الهوية، بل واستخدم خطاباً وذاكرة طائفية بغيضة، فارتكب الإيرانيون وميليشياتهم -وما زالوا- خطيئة تاريخية كبرى في بلادنا، يجب أن لا تمر دون محاسبة.

 

إن مواقفنا تنطلق من رؤيتنا الوطنية، نتفق في ذلك مع الطيف الأوسع من أبناء شعبنا، وتنبع من تقديرنا لمصلحة شعبنا وبلدنا، وهي سابقة على التصنيف الأمريكي للحرس الثوري الإيراني. فالتصنيف الحقيقي للحرس الثوري بالإرهاب قد حصل على ألسنة ومواقف الشعوب الجريحة في سورية والعراق ولبنان واليمن، والتي تكتوي بنيران القتل والإرهاب تحت شعارات الحقد والطائفية، وكل ذلك تحت ادّعاءات إيران العمل لمصلحة الإسلام والأمة، بينما ممارساتها تفتّ في عضد الدول الإسلامية وتدمّرها.

 

يا أبناء شعبنا في سورية.. إنّ من المؤسف أن تمرّ ذكرى الجلاء المجيد ولمّا تنتهِ معركتنا من أجل التحرر من جديد. ولكننا نجدد العهد لكم ومعكم، وندعوكم جميعاً، أن نهبّ معاً يداً واحدة للتعاضد والتكاتف في وجه العدوان والاحتلال، حتى تعود سورية حرة كما كانت، وما ذلك على الله بعزيز.

 

13/ شعبان /1440 – 18/4/2019

 

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

إخوان سورية