بسم الله الرحمن الرحيم
في حالة الضعف التي تمر بها الشعوب العربية والإسلامية، وفي ظل شراسة الثورة المضادة للربيع العربي، والانهيار المُريع لأي تضامن يحافظ على الحقوق العربية والإسلامية المشروعة، تشكلت في الكيان الصهيوني في شهر آذار الماضي حكومة ائتلافية لتنفيذ مشروع قانون يضمّ إليه غور الأردن ومستوطنات عديدة في الضفة الغربية.
إن إعلان هذا الضم المُزمع في شهر تموز القادم يشكل تكريساً لحالة الاحتلال التي ترزح تحتها الأراضي الفلسطينية أمنياً وإدارياً منذ اتفاقية أوسلو الثانية عام ١٩٩٥، وهو مخالف للقوانين الدولية وقوانين الأمم المتحدة، كما يشكل تهديداً للأمن القومي العربي عموماً والأردني خصوصاً، ويقطع الطريق على أية محاولة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة عاصمتها القدس، وبالتالي هو حرمان الفلسطينيين من حقهم في العودة إلى ديار آبائهم وأجدادهم.
ونحن في جماعة الإخوان المسلمين في سورية نُدين ونستنكر بشدة هذه الإجراءات الصهيونية للاستيلاء على الأراضي العربية، وندعو السلطة الفلسطينية وكل الدول العربية التي وقعت معاهدات السلام مع العدو الصهيوني إلى إلغاء هذه المعاهدات التي كرست احتلال الأراضي الفلسطينية ولم تجلب السلام.
كما ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى رفع صوتها عالياً، وإعلان غضبها على الاحتلال الصهيوني، ودعم صمود أهلنا في الضفة والقطاع لمقاومة كل أشكال الهيمنة والغطرسة التي يمارسها العدو على شعبنا في فلسطين.
وندعو دول العالم الحر إلى معارضة ضم الكيان الصهيوني غير المشروع لأراضي الضفة الغربية واتخاذ الإجراءات العقابية الرادعة بحقه.
كانت فلسطين أرضاً عربية وستبقى عربية تحتضن كل الديانات السماوية، ونؤكد أن ما أَخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه لا تسقط بالتقادم.
يقول تعالى: “وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين” (آل عمران ١٤٠)..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
والحمد لله رب العالمين..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
30 حزيران 2020
9 ذو القعدة 1441