الإخوان المسلمون في سورية

أجراس التاريخ في غزة

بيان رسمي

قال تعالى في كتابه الكريم:
((وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً * ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً * عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً)). الإسراء:4-8
إن الجريمة المروعة التي ارتكبها العدو الصهيوني بقصف المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، لا تدل على غطرسة القوة المتجبرة قدر ما تدل على عمق الخوف والقلق على المصير الذي تملك هذا العدو وهو يرى حلمه بالاستقرار والأمن يتحطم على أيدي المجاهدين الصادقين.
إن أكبر نصر تم في معركة (طوفان الأقصى) أنها دقت أجراس التاريخ مُعلنةً للغزاة الصهاينة اقتراب ساعة الحقيقة، فجاء توحشهم عميقاً عمقَ حقدهم وخوفهم من حقائق التاريخ والجغرافيا التي تقول لهم إن هيكلكم ليس هنا، وهذه الأرض ليست لكم..
أيها العرب والمسلمون في كل مكان..
إن أشلاء الضحايا في أروقة المستشفيات.. والدموع في عيون الأطفال والأمهات.. وأرواح أهليكم التي تزهق تحت ركام القصف بالطائرات.. تناشدكم الله والآخرة والمصير.. أن تنصروا إخوانكم وأخواتكم في غزة وتُعدوا لهم ما استطعتم من عون ومن قوة ترهبون بها عدو الله وعدّوكم.
لقد أراكم أهلكم في غزة من أنفسهم أبطالاً ورجالاً ما جاد الزمان بمثلهم في تاريخنا الحديث، فأروهم من أنفسكم أخوةً ودعماً يليق بالرجال.. ويليق بإيمانكم وأقصاكم ومسرى نبيكم..
أيها المسلمون في بلاد الشام..
لقد نصركم إخوانكم في أوقات شدتكم، فانصروهم في أيام شدتهم ينصركم الله على عدوكم وعدوهم ويشفِ صدور قوم مؤمنين.
وأنتم أيها المجاهدون على أرض فلسطين الحبيبة..
لقد نال جهادكم شرف الزمان والمكان.. وإخوانكم في بلاد الشام معكم وهم يعرفون ماذا تعني القنابل الفسفورية.. وما تعنيه النفاثات والراجمات والبراميل المتفجرة.. إن عدوكم وعدوهم يعتنقون نفس المبادئ ويتبعون نفس قواعد الإجرام والقتل والهدم، فتبصروا واثبتوا على أرضكم ولا تثلجوا قلوب أعدائكم بتهجيركم، فهذه الأرض لكم وهي أرض آبائكم وأجدادكم.. أحجارها تحمل بصماتكم.. وشواهد قبورها تخاطبكم.. عضوا عليها بالنواجذ، واصبروا وصابروا.. وما النصر إلا صبر ساعة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
المكتب السياسي – جماعة الإخوان المسلمين في سورية
١٨ تشرين الأول ٢٠٢٣م

محرر الموقع