المشروع المنشود معالم وآفاق
حين نقدّم سياسات مشروعنا الحضاري الإسلامي، إنما نقدّمها برنامجاً عملياً وطنياً عاما، (يقتضي تحقيقه) تعاوناً صادقاً من كل الخيّرين في هذا الوطن الحريصين على تقدمه وعزته ورفعة شأنه. فمشروعنا بالتالي ليس مشروعاً نهائياً مفروضاً على الآخرين بل أنه على الرغم من مرجعيّته بالنسبة إلينا، يمكن أن يعتبر مقترحاً بالنسبة لكل من يريد أن يشارك معنا في إغناء الطرح وتسديده، وتحمّل مسؤولية التنفيذ في حياة الفرد والجماعة.
إنّ مشروعنا المقدّم في هذه الأوراق هو الكلمة السواء التي ندعو الجميع إلى الالتفاف حولها والاستظلال بظلّها. ومن هذا المنطلق نراه يقف برويّة وإدراك عند التحدّيات التي تواجه قطرنا ويحاول أن يتلمّس الحلول لمشكلات ندرك بسهولة أنها لن تحلّ بلمسات سحرية ولا بكلمات معسولة. إنّ الاستجابة لتحدّيات العصر، بما يلائمها من إعداد واستعداد يحتاج إلى جهد الشعب، كل الشعب، بعزيمة وإخلاص وتصميم. ونظنّ أنّ الإخلاص والعزيمة عندما يجتمعان بإمكانهما أن يصنعا الكثير.
وما سنقدّمه في هذه البرنامج العملي يتبلور في ثلاث أولويات هي:
الأولى: تحرير الأرض والإنسان. معنوياً ومادياً من الاحتلال والاستلاب السيادي والعقائدي والسياسي والفكري والاقتصادي. وإطلاق طاقات المواطن فاعلاً ومنجزاً.
الثانية: التأكيد على الدور الرسالي لأمتنا وقطرنا. هذا الدور الذي يحدّد لأمتنا معنى وجودها وغايته، ويميزها في المعترك الحضاري بآفاق قوله تعالى: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)).
الثالثة: التحرك الدؤوب لإنجاز مشروع وحدة الأمة ببعديها العربي والإسلامي وحدة تنسجم مع روح العصر ومعطياته وتحدياته. إلى جانب السعي الحثيث لبناء الموقف الإنساني الحضاري الذي يريد الخير والرحمة والعدل لبني الإنسان.
آفاق تحفها الرحمة الربانية، والوصايا السماوية، وشريعة ما قامت إلا على السماحة واليسر، ووضع الأغلال والإصر.
وجماعتنا قد أخذت على عاتقها أن تنطلق في إطار العمل الإيجابي البناء، والانسجام مع متطلباته مسددة ومقاربة، في أجواء الانفتاح على الآخر، والإصغاء إلى صوت الحكمة أنى وجدت، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
المصدر: المشروع السياسي لسورية المستقبل- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية