الإخوان المسلمون في سورية

الأمم المتحدة: 7.2 مليون سوري في حالة نزوح

موقع إخوان سورية
قالت الأمم المتحدة إن الاحتياجات الإنسانية في سورية آخذة في الارتفاع بلا هوادة، مشير إلى أن تصاعد العنف وانتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في العام 2023، أدى إلى مزيد من النزوح والمعاناة.
وأضافت المنظمة الدولية في عرض للأوضاع في سورية “لا تزال سورية تمثل أزمة حماية. ولا يزال الأطفال يُقتلون، ولا تزال النساء والفتيات يخشون على سلامتهن، ولا يزال 7.2 مليون سوري في حالة نزوح، يعيش الكثير منهم في مخيمات مكتظة”.
ورصدت الأمم المتحدة في تقريرها أنه خلال الفترة من 1 كانون الثاني/ يناير إلى 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قُتل 454 مدنيا، من بينهم 88 امرأة و115 طفلا، نتيجة النزاع.
وأضاف التقرير أنه لا يزال نقص أو فقدان الوثائق المدنية، وكذلك نقص أو فقدان أو تدمير وثائق الإسكان والأراضي والممتلكات، يمثل مشكلات خطيرة بالنسبة لمئات الآلاف من النازحين داخليا مع آثار جسدية ونفسية مدمرة ومخاطر انعدام الجنسية.
وتابع التقرير أن الذخائر غير المنفجرة المنتشرة على نطاق واسع والتي لم تتم معالجتها تؤثر على سبل عيش الناس وتحركاتهم، مع ما يترتب على ذلك من عواقب سلبية على وجهات نظر الأشخاص المحتاجين على المدى الطويل، مما يجعل احتمالات التوصل إلى حلول دائمة قاتمة.
كذلك، استمر الوضع الاجتماعي والاقتصادي في التدهور، وتفاقم أكثر بسبب الزلازل التي وقعت في فبراير/شباط، مما أثر سلبًا على التماسك الاجتماعي وتفاقم نقاط الضعف.
وأشار التقرير إلى أن “آثار التدهور الاقتصادي ونقص فرص كسب العيش تزيد من تعريض النساء والفتيات لخطر الاستغلال والاعتداء الجنسي (SEA) وغيره من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي (GBV) في محاولة الوصول إلى الغذاء وفرص العمل”.
وتوقع أنه وفي العام 2024، أن يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة، وهو أكبر عدد على الإطلاق منذ بداية الأزمة في عام 2011.
كما أضافت الزلازل التي ضربت شمال سورية وتركيا في شباط/ فبراير 2023 معاناة إلى الوضع الكارثي بالفعل، مما زاد الضغط على الخدمات، وتسبب في النزوح، وإلحاق أضرار واسعة النطاق.
وأسفرت الزلازل عن مقتل ما يقرب من 6000 شخص وإصابة أكثر من 12800 شخص في سورية.
كما فقدت العديد من الأسر معيلها الرئيسي بسبب الوفاة أو الإصابة، في وقت كان فيه الوضع الاقتصادي سيئا بالفعل، مما أدى إلى عدم قدرة ملايين الأشخاص على تلبية احتياجاتهم الأساسية. وسوف يتطلب التعافي من الزلازل تمويلاً طويل الأجل وتحسين الاستعداد لحالات الطوارئ.
وإضافة إلى ما سبق، استمرت الأعمال العدائية العسكرية الشديدة بلا هوادة، مما تسبب في عمليات نزوح وتدمير للبنية التحتية الرئيسية والمعاناة إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ عام 2019. واستمرت الأعمال العدائية النشطة والعمليات العسكرية، بما في ذلك القصف المدفعي والغارات الجوية لنظام الأسد وروسيا، لا سيما في المناطق ذات السيطرة المختلطة أو المتنازع عليها بالقرب من الخطوط الأمامية.
كما شهد شمال سورية ومحافظة دير الزور أكبر تصعيد للأعمال القتالية منذ عام 2019، مما أدى إلى النزوح المؤقت لأكثر من 153,000 شخص في شمال غرب سورية.
وأدى 25 هجوما على المرافق الصحية إلى مقتل 5 مدنيين وإصابة 20 آخرين (بما في ذلك 5 من العاملين في مجال الرعاية الصحية) في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى كانون الأول/ ديسمبر 2023. بالإضافة إلى ذلك، تأثرت 27 مدرسة و20 شبكة مياه بالقصف خلال نفس الفترة، مما أثر على منشآتها الصحية. ورجح التقرير أن تظل إعادة تلويث بؤر النزاع الساخنة بالذخائر المتفجرة تهديدا للسكان لسنوات قادمة.

وعلى المستوى المعيشي، يزداد السوريون فقراً مع استمرار الاقتصاد في سقوطه الحر. حيث رصد التقرير أنه منذ شباط/ فبراير 2023، فقدت الليرة السورية حوالي نصف قيمتها مقابل الدولار الأميركي، حيث بلغ متوسطها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 حوالي 14200 ليرة سورية/ دولار أميركي واحد في سوق الصرف الأجنبي الموازية. وفي الفترة من شباط/ فبراير إلى تشرين الأول/ سبتمبر 2023، ارتفع التضخم، وفقا لمؤشر الحد الأدنى لأسعار سلة الغذاء التابع لبرنامج الأغذية العالمي، بنسبة 88 في المئة، مدفوعا بانخفاض إمكانية الوصول إلى السلع، وتعطيل سلاسل التوريد، وارتفاع التكاليف اللوجستية، وكلها عوامل ضغوط تصاعدية كبيرة على الأسعار.
كذلك يستمر تآكل القدرة على تقديم الخدمات، مع تدهور أنظمة المياه والصرف الصحي، وتعرض خدمات الصحة العامة لضغوط هائلة. ويؤدي التمويل المحدود وهجرة الموارد البشرية الماهرة إلى تقييد جودة هذه الخدمات وتوافرها، مما يعرض المزيد من الأشخاص للخطر. علاوة على ذلك، فإن الزيادة في عدد الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات تؤكد الحاجة الملحة لتحسين الخدمات والحد الأدنى من المعايير لضمان ظروف معيشية مناسبة.
صحياً، تساهم عدة عوامل، منها تفشي الأمراض المتكررة، والأمراض المنقولة بالمياه، والجفاف الطويل وأزمة المياه، والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، وانعدام الأمن الغذائي، تساهم في ارتفاع معدلات سوء التغذية. وقد تجاوزت محافظات ريف دمشق وإدلب والرقة والقنيطرة المستويات المقبولة للضغط على مستويات سوء التغذية الحاد الشامل، في حين أبلغت محافظة اللاذقية عن انتشار سوء التغذية الحاد الشامل على مستوى الطوارئ بنسبة 10 في المائة.
وشدد التقرير على أن الأزمة متعددة الأوجه في سورية تخلق دورات مستمرة من الضعف، مما يؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص الأكثر احتياجا، بما في ذلك الأفراد ذوي الإعاقة. ويحرم الناس من الخدمات الأساسية، مما يجعلهم أكثر عرضة للخطر ويشكل ضغطا على التماسك الاجتماعي.
ولفت التقرير الأممي إلى أنه بدون تمويل عاجل ومستدام، ستستمر الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والكهرباء والتعليم في التدهور، مما يدفع المزيد من الناس إلى الحاجة الماسة، ويزيد من خطر اللجوء إلى آليات التكيف السلبية.

محرر الموقع