الإخوان المسلمون في سورية

عمر بهاء الدين الأميري.. الشاعر الدبلوماسي

عمر بهاء الدين الأميري.. الشاعر الدبلوماسي

1915 – 1992

موقع إخوان سورية
وُلد في مدينة حلب سنة 1336هـ (1915م).
درس الآداب والفلسفة في مدينة حلب، والأدب وفقه اللغة في جامعة “السوربون” في باريس، والحقوق في الجامعة السورية في دمشق.
امتاز شعره بالجرأة والصراحة، ونقد الأوضاع الشاذّة وطغاة الأمّة؛ نظم عشرات الدواوين الشعريّة منها: (ألوان طيف)، و(الهزيمة والفجر). وله ديوان (من وحي المهرجان)، و(أذان القرآن)، و(الخماسيّات)، و(شموع ودموع)، و(قلب وربّ).
تأثّر الأميري بفكر الإمام الشهيد “حسن البنا”، وطريقته الإصلاحيّة، وانتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان يرى أنّها الحركة الإسلاميّة التي تتوافر فيها المواصفات المطلوبة للنهوض بالأمّة الإسلاميّة من كبوتها وتحرّرها من ربقة الاستعمار، فكان يقول: “إنّ المستقبل لهذه الحركة الإسلاميّة إذا توفّر لها الفهم الصحيح للإسلام، والقيادة الحكيمة الرشيدة، والعاملون المخلصون”.
تطوّع في جيش الإنقاذ، سنة 1367هـ/ 1948م مقاتلاً في كتيبة الإخوان المسلمين السوريّين، وحمل مطالب الإخوان إلى حكومة “جميل المدفعي” في بغداد، التي تضمّنت زيادة عدد القوات العراقية المشاركة في حرب فلسطين.
عايش القضيّة الفلسطينيّة، واكتوى بنارها، واتصل بمفتي فلسطين الحاج “أمين الحسيني”، وكان يلتقي به في لبنان، نيابة عن المجاهدين السوريّين، وكانت القضيّة الفلسطينيّة هاجسه اليومي، فجّرت أغواره الشعريّة، وجاءت قصائدة الفلسطينية متأجّجة العواطف.
التحق بالسلك الدبلوماسي، فعُيّن وزيراً مفوّضاً، ثم سفيراً، وقضى شطراً من حياته سفيراً لبلده في المملكة العربية السعودية، وشطراً آخر في باكستان، وأتقن إلى جانب اللغتين العربية والإنجليزية اللغة الأوردية أثناء عمله في باكستان، ثم ُدعي إلى المغرب عام 1386هـ، وعُيّن أستاذاً لكرسي الإسلام والتيارات المعاصرة بدار الحديث الحسنية بالرباط، كما درّس الحضارة الإسلامية في كلّية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس في فاس، ثم ترك السلك الدبلوماسي، وتفرّغ للدعوة وخدمة العمل الإسلامي حتى وفاته.
تُوفي بعد مرض عضال أصابه، عندما كان يقيم في المغرب، ثم نُقل للعلاج في السعودية؛ حيث مكث شهرين حتى توفاه الله في 26 أبريل 1992م عن عمر ناهز الـ(73)، وُدُفِنَ في المدينة المنورة.
قال عنه الشيخ “يوسف القرضاوي” رحمه الله تعالى: “الذين يعرفون الأميري يعلمون أنه لم يكن مجرد سفير لسورية، بل كان سفير الأمة الإسلامية، أو قل: كان سفير الإسلام، الذي يحمل هموم دعوته، وآلام أمّته، وآمال صحوته”..
من أشعاره:
قــــــــالـــوا العروبة قلنا إنها رحم                 ومـــــوطن ومروءات ووجدان
أمــــــا العقيدة والهدي المنيــــر                  لنا درب الحياة فإسلامٌ وقرآن
وشرعة قد تآخت في سمـاحتها               وعد لها الفذ أجناس وألــــوان
ومنها أيضاً:
فَمَن كــــــــــــــــان في قلبهِ نورهُ
سَمَا ونَمَا في ليالي المَظِنَّة
ومن كـــان في القلب ديْجُورُهُ
سألنا لــــه الله كشف الدُّجُنَّة

محرر الموقع