جعل الإسلام الحرية أساساً من أهم الأسس التي بنى عليها تشريعاته -فالحرية شرط التكليف في الدنيا- وقد صانها صيانة لم ترق إليها التشريعات البشرية، بما أوجبه من عدل يشمل الناس جميعا، ومن شمول يستغرق كل جوانب الحياة ومن توازن بين الفرد والمجتمع.
لقد ضمن الإسلام حرية الفكر والعقيدة ونهى عن القول بمجرد الظن، أو العمل بمجرد التقليد والعادة، ومنع الإكراه في الدين، وأمر بالقسط في المعاملة, قال تعالى: ((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)).
ومن هنا كانت الحرية قيمة من أهم القيم في المجتمع الإسلامي، ونحن نعتبرها الثمرة الأولى للتوحيد، باعتبار أن التعبد لله يحرّر الفرد من أي عبودية لأيّ إنسان مهما علا مقامه، والإسلام الذي كرّم الإنسان بالعقل والإرادة يمنع أن تصادر حريته باسم المصلحة، أو أن يتسلط بعض الناس على بعض تحت أي ذريعة.
المصدر: المشروع السياسي لسورية المستقبل- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية | الجزء الأول: المنطلقات الفكرية والنظرية للمشروع | الباب الأول: منطلقات المشروع | 3- الإنسان والحرية: