بيان رسمي
قال تعالى “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ۚيَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً”..
ووعد الله – أيها المؤمنون الصابرون المرابطون على تخوم ثورتكم وكرامتكم وحقوقكم، ماضٍ لا يتخلف، وشرطه تقوى وتشمير واجتهاد وجدّ وعمل وصبر ومصابرة، حتى يأذن الله بالفتح المبين، وما ذلك على الله بعزيز..
وإنّ من الحق الذي على العاقل المنصف، أيها المواطنون السوريون الأحرار جميعاً، أنّه يظلّ يراجع خطواته، ويتأمل في أمسه ويومه، ويستفيد مما يستجد لديه من معلومات ومعطيات، فيسدد حيث يتاح له التسديد، ويقارب حيث تقتضي المصلحة العليا أن يقارب؛ حتى يدرأ عن أهله ووطنه المفاسد، ويحقق ما يمكنه تحقيقه من المصالح..
ونقدر أيها الاخوة المواطنون الأحرار.. أنّ مستجدات كثيرة استجدت على ساحتنا الوطنية، تقتضي من جمعنا الوطني إعادة تقدير وتدبير، وهذا ما نسعى في ذكرى هذه الثورة المباركة إليه، وندعو إليه.. فعمليات التقويم والتسديد لا تناط بجهة ولا بفريق في سياق ثورة كبرى تنتمي إلى كل السوريين، وتخص كل السوريين..
في الذكرى العاشرة للثورة المباركة.. ندعو جميع الهيئات والقوى والشخصيات السورية الوطنية الفاعلة، إلى المبادرة لإعادة تقويم الموقف الوطني استراتيجياً وعملياً وعلى كل صعيد..
لنأتلف جميعاً حول الموقف الأكمل والأجمل الذي يليق بشعب حر أصيل مثل شعبنا الحر الأصيل..
أيها الأخوة السوريون الأحرار..
وفي سياق الاحتفال والاحتفاء بالذكرى العاشرة لثورة شعبنا المباركة، لا بد من تذكيرٍ ببعض الحقائق والثوابت التي لا يجوز أن تنسى..
وأولها أنّ الشراكة الوطنية، التي نؤمن بها، ونعمل عليها، وندعو إليها؛ لا تعني أبداً الشراكة مع الظالم المستبد القاتل الفاسد.. وأول ما يجب أن نعلنه في هذه الذكرى المباركة: أنّه لا شراكة مع القتلة والمجرمين في أي حل سياسي في أفق سورية المستقبل..
ثم لا أخرى توازيها لكل حلفاء الظالم المستبد، من إيرانيين وروس، كانوا شركاء الظالم المستبد في تنفيذ جريمته، وفي منازعة الشعب السوري في إرادته..
لا كبيرة للمشروع الصفوي في سعيه للنفوذ والهيمنة، استراتيجياً وسياسياً وطائفياً واقتصادياً..
لا للمشروع الصفوي في سورية وفي العراق وفي لبنان وفي اليمن..
ولا للمشروع الاستعماري الروسي الذي جعل من سورية ميداناً لتجريب أسلحته الأكثر خطورة..
ثم لا ثالثة – أيها الأخوة السوريون – في وجه مشروع الغلو الأدواتي الذي وظف من قبل دوائر لا تخفى لتشويه المشروع الإسلامي الحضاري، بمشروعات مشوهة يغذيها الجهل، ويؤزها التعصب، ويكتنفها الغلو، ويرعاها ويستخدمها أعداء الإنسان والحضارة والإسلام..
ومن الثوابت التي يجب أن توضح في هذه الذكرى الجميلة أيها الأخوة المواطنون.. أنّ جميع الحلول التلفيقية لواقع الحياة الوطنية الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لن تنجح، ولن تُقبل.. وقديماً قالوا: إنّ العدل أساس الملك.. وشرط الحكم الرشيد أن يعبر عن إرادة المحكومين، ويسهر على رعاية أمنهم ومصالحهم، وليس أن يسعى لتقديم خدمات مجانية للطامعين والمستعمرين..
ومن موقع الرؤية المستقبلية الآملة بالغد الأفضل لكل السوريين، نؤكد رفضنا لكل الحلول التلفيقية، ولكل الحلول المفروضة بذراع القوة المسيطرة، التي تعمل على كسر إرادة المجتمع السوري، وإكراهه على ما لا يريد..
إنّ الهرم المجتمعي لا يستقر أبداً إلا على قاعدته.. ولن يستقر أبداً على رأسه كما يخطط له ويريده المريبون..
إنّ مجتمع العدل والمساواة والتعاون والتكامل هو المدخل العملي لسورية آمنة مستقرة مزدهرة راضية، وراضٍ كل من فيها.. وبهذا نبسط أيدينا بالبر والقسط إلى كل شركائنا الوطنيين.. لا أثرة ولا استئثار، ولا لعلو بعض المواطنين على بعض تحت أي عنوان..
أيها السوريون الأحرار..