الإخوان المسلمون في سورية

الله أكبر يا حماة كبّري

إخوان سورية
((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا))..
وبعد تحرير البهيّة حلب، واستكمال تحرير الأبيّة إدلب، بسط النصر جناحيه، بفضل الله ورحمته، على حماة الحمية والإباء، بعد طول صبر ومصابرة، وبعد جيل من البطولات والضحايا والتضحيات..
أيها الإخوة السوريون الأحرار..
في فضاءات النصر المبين على كل الأرض السورية، وفي مدينة حماة الأبية التي هلّ علينا هلال نصرها في هذه الساعات المباركة.. ندعو: اللهم بارك لنا في نصرنا، وأتمم علينا نعمتك وفضلك، وألهمنا جميل الشكر، وأعنّا للقيام بحقه..
ونذكّر..
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح ساجداً على رحل ناقته.. وعندما صاح صائح المسلمين يومها: اليوم يوم الملحمة، رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليوم يوم المرحمة..
اليوم يوم النصر، ويوم المرحمة، واليوم يوم إظهار الوجه الحضاري الحقيقي لكلّ أبناء الشعب السوري.. الوجه الذي أصر المستبدّان الظالمان الأب والابن على تشويهه، وإشاعة كلّ سوء عنه..
وفي فضاء هذا النصر المبين.. نحتاج إلى أن نتذكّر ونتذاكر أنّ الظالم المستبد ومن خلفه وأمامه؛ ما زالوا يراهنون على الحقيقة الحضارية لشعبنا، وما زالوا يتربصون بنا الدوائر، ويشيعون عن مجتمعنا الأقاويل.. ونتداعى جميعاً إلى أن نسقط رهان الظالم المستبد، فنسفر عن وجه المجتمع السوري الوضّاح البسّام..
وفي تلافيف تبادل التهاني بهذه الانتصارات، التي يصنعها شباب الثورة السورية المجاهد.. نحبّ أن نؤكد على ثلاثة معانٍ نرغب أن يواجه بها شعبنا السوري الحر العالم:
الأول: الانضباط بكل أبعاده، في الموقف وفي السلوك، وفي الكلمة.. ولنتذكر دائماً أن الذين يتربصون بنا وبوطننا الدوائر، يحيطون بنا من يمين وشمال.. فلنقطع الطريق على مراهنات المراهنين..
والثاني: التعاون الإيجابي مع الإخوة من القائمين على أمر هذه الثورة، ولندرك دقّة هذه المرحلة، وثقل التحديات التي تواجههم، فلنكن عوناً لهم، فهو عون لأنفسنا ووطننا وثورتنا..
وأخيراً: ضرورة التكافل الاجتماعي بأبعاده.. فواقعنا غنيّ عن التفصيل.. والفقر والمسغبة التي فرضها بشار الأسد على مجتمعنا يجعلنا نتذاكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان عنده فضل ماء فليعد به على من لا ماء له، ومن كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له..
ونعود لتكرار التحية والتجلة والتهنئة لحماة عاصيها ونواعيرها، حاضرها وسوقها، مدينتها وبلداتها، من محردة إلى السقيلبية إلى سلمية وكل ما حولها.. وعلى درب الحرية تمضي قوافل الأحرار ليعمّ النصر والتحرير جميع مدن سورية الحبيبة وربوعها.. وينعم السوريون بغد مشرق تتجلى فيه قيم العدل والحقوق والحرية والكرامة..
ندعو الله أن يتقبل الشهداء، وأن يرفعهم في عليين، وأن يحسن عزاء المكلومين، وأن يعيننا على المضيّ على طريق المجد..
لا كرب على حماة ولا على أيّ مدينة سورية بعد اليوم..
((ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله))..
والله أكبر ولله الحمد..
اللهم أتمم النعمة..
المكتب السياسي – جماعة الإخوان المسلمين في سورية
5 كانون الأول 2024م
4 جمادى الآخرة 1446ه‍

محرر الموقع