بسم الله الرحمن الرحيم
فرح كل المخلصين العقلاء في أديم هذه الأمة بالمصالحة الخليجية وباركوها، ونحن إذ نؤكد غبطتنا بهذه المصالحة بين الأشقاء في دول الخليج فإن أول ما نرتجيه منها أن تكون المدخل العملي لوحدة الصف واجتماع الكلمة، والمدخل الحقيقي إلى تبني المشروع العربي الإسلامي الذي يعطي الأمة الدور الرائد في معركة تحقيق الذات.
السادة أصحاب الجلالة والسمو في القمة الخليجية (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح)، لا تغيب عنكم جراحات أمتنا في سورية وفلسطين واليمن والعراق ولبنان وليبية، ولقد تابع أهلكم وإخوانكم في سورية ما جاء في بيانكم الختامي عن مأساتهم، فوجدوا فيه خيراً كثيراً، فقد ركز البيان على حل سياسي عادل قائم على مبادئ جنيف (١) وقرار مجلس الأمن (٢٢٥٤) الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد وصياغة دستور جديد والتحضير لانتخابات ترسم مستقبلاً جديداً لسورية يحقق كل تطلعات الشعب السوري.
وجماعة الإخوان المسلمين في سورية إذ تتوجه بالشكر والعرفان لما وجدت في ذلك البيان من نصرة للشعب السوري والتزام بالمقررات الدولية وإصرار على تفسيرها بالطريقة التي وضعت بها، فإنها تدعو إلى توحيد الجهود في كل دول الإقليم من أصدقاء الشعب السوري لمواجهة التغول الروسي – الإيراني على الشعب السوري ومطالبه في الحرية والكرامة، فالفظاعات ما تزال تطحن مئات الألوف من المعتقلين السوريين، وقد تابعنا دموع العديد من القادة السياسيين والدبلوماسيين عندما رأوا بعض صور (قيصر) في وثائقه الشهيرة.
أَمَا في عالم الإنسان يدٌ عليا تأخذ على يدِ هذا الظالم المستبد وتضع حداً لعذابات هؤلاء المعذبين الأبرياء؟! أولوية نرجو أن تجد مكانتها على برامج كل الأحرار والخيرين في هذا العالم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢٤ جمادى الأولى ١٤٤٢ هـ
٨ كانون الثاني ٢٠٢١ م