الإخوان المسلمون في سورية

تونس.. الانقلاب على آخر محطات الربيع العربي

بيان رسمي

إن الانقلاب الذي وقع صباح الأمس في تونس، ليس انقلاباً تونسياً، ولا هو إقليمياً أيضا، بل هو انقلاب دولي، ووقع في سياق مؤمراة دولية، ليس على العراق وسورية ولبنان واليمن ومصر وليبية فقط، بل على كل الجغرافيا والديمغرافيا العربية والمسلمة..
لقد ظلت تجربة “الربيع التونسي” بكل آفاقها وتحدياتها وظروفها، موضع “مثل” الدارسين والمحللين، على إمكانية أن يجد المنتظم الوطني في كل بلد عربي صيغاً للسلم الاجتماعي، والتعايش والسماحة واليسر، وسير الهوينى نحو الأهداف الكبرى في تحقيقٍ أمثل لمضامين القيم الكونية المتمثلة في التمسك بالحرية والديمقراطية والعدل، والدفاع عن حقوق الإنسان؛ وبعد ما يزيد عن أحد عشر عاماً من عمر الربيع التونسي، يأتي الانقلاب المشئوم ليصادر كل ما أنجزه العقلاء، وكل ما قرره الدارسون، وكل ما تغنى به الحالمون!!
وهكذا….
أيها المواطنون العرب والتونسيون..
إن الحقيقة الأوضح التي تشير عملية الانقلاب الأخيرة إليها، والتي تزامنت مع صراحة غير مسبوقة بتمسك الولايات المتحدة ببشار الأسد ونظام زمرته في سورية، ليؤكد حقيقة واحدة، ألا وهي أن معركة هذه القوى مع شعوب هذه الأمة معركة صفرية..
أيها المواطنون العرب.. والمسلمون والتونسيون..
وإنه من الجميل أن ندرك جميعاً طبيعة هذه المعركة وأبعادها وآفاقها.. ونفكر معاً كيف نتصدى لها، ونخرج من إسارها.. بأيسر السبل وأقل الطرق كلفة!!
نقرر كل هذا وقد كُتب على هذا الجيل من شباب الأمة أن يتحمل مسئولية هذا التحدي الخطير.. كما كُتب على أجيال من قبل أن تواجه الفرنجة والمغول ومحاكم التفتيش!!
مع الجميع ومثل الجميع نجهر بصوتنا – في جماعة الإخوان المسلمين – ضد الانقلابات العسكرية، وضد الاستبداد، وضد الفساد، وضد حكم القتلة والسراق والفاسدين والمستبدين..
ومع حق شعوب أمتنا في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم..
أيها الشعب التونسي الحر الأبي.. تذكر أنك بالدفاع عن ثورتك وعن ربيع بلدك، لا تدافع عن حزب ولا عن فئة ولا عن شخص، وإنما تدافع عن تونس، كل تونس، مجدها وحريتها وكرامة أبنائها وعن يومها وغدها..
ومن قلب الشام إلى قلعة قرطاج، من تحت الرحى نناديكم ونشد على أياديكم..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
١٧ ذو الحجة ١٤٤٢ هـ
٢٧ تموز ٢٠٢١ م

محرر الموقع