الإخوان المسلمون في سورية

حول التصريح الطائفي الإجرامي، لمن يسمى الولي الفقيه

إخوان سورية
بسم الله الرحمن الرحيم
((إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ))
في الوقت الذي يتعرض فيه الإسلام والمسلمون حول العالم لأشرس هجمة صهيونية – إمبريالية؛ تجمع فيه قوى الشر والهيمنة في العالم، على استئصال أمر الإسلام، وتشتيت وجود المسلمين.. ما زال بعض من يزعمون أنهم مسلمون، سادرين في غيّهم، يوظفون كل ما أفاء الله عليهم من طاقات وقدرات في حرب قيم الإسلام، والكيد لأهله من المسلمين الصادقين.
إن ما تكشفت عنه المواقف المخزية لأدعياء محور “المقاومة والممانعة” منذ انطلاقة الحرب الصهيونية على غزة، بما في ذلك من إقدام العدو الصهيوني على استباحة العواصم من بيروت إلى دمشق إلى بغداد وطهران.. كل ذلك يجعل حريّاً بمن كان له قلب، بل عنده مسكة من عقل، أو بقية من إسلام وإيمان؛ أن يرجع إلى نفسه، وأن يراجع سياسات البغي والعدوان وإثارة النعرات، وأزيز العداوات التي ما زال يمارسها بجهل وتخلّف منذ نصف قرن مضى، في ظل من زعموا أنها ثورة إسلامية، وقد شهد الله وصالح المسلمين، أنها ليست من إيمان ولا إسلام في شيء، وأنّ أمرها كان وبالاً على الإسلام والمسلمين، وأبسط ما مارسته سياسات التجهيل والتأجيج والتفريق والتقتيل والتدمير.
إنّ التصريح الطائفي المقيت الذي صدر منذ أيام عن مسمى الولي الفقيه، ليفتحُ عينيّ كل مسلم، بل كل عاقل، أنّ هؤلاء القوم قد فقدوا الرشد، حتى ما عاد فيهم رجاء لا في أمر دين ولا في أمر دنيا.. وأنهم ما زالوا يتردون في مهاوي الضلالة والجهالة والغيّ.
إنّ المسلمين حول العالم، الذين يعيشون معاركهم الأقسى مع قوى الهيمنة والنفوذ في آفاق القرن الحادي والعشرين، لا يمكن أن يرتدوا، على طريقة دعاة الجاهلية والطائفية الكذوب، إلى ردهات ومضائق التاريخ، وما كان في بعضه من عثرات واستعصاءات.
وفي السياق نترضى عن سيدنا علي، ونترضى عن سيدنا معاوية رضي الله عنهما، وقد حفظت كتب التاريخ لسيدنا معاوية، أنّ إمبراطور الروم في بيزنطة كتب له: بلغنا أنك في حرب مع صاحبك، فإن شئت أمددناك!! فرد عليه سيدنا معاوية: والله لو فعلتها يا كلب الروم لانضممت إلى ابن عمي وقاتلتك!!
وإنّما يصنع التاريخ رجال مثل هؤلاء، وليس مثل دعاة الفتنة والتمزيق والتبديد، وتسليط الناس بعضهم على بعض.
الدعوة إلى الطائفية المقيتة باستحضار الاختناقات التاريخية، لعبة إن دلّت على شيء فإنما تدلّ على صغر عقول من يلعبها، وعلى حقيقة ما في قلوبهم من دخن ومن زيغ.
وتبقى دعوتنا، دعوة الإسلام الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال، فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض.
أيها المسلمون تقدّموا صعداً ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون.
جماعة الإخوان المسلمون في سورية
٣١ آب ٢٠٢٤م
٢٢ صفر ١٤٤٦ه‍

محرر الموقع