الإخوان المسلمون في سورية

خطاب بشار وتزييف الحقائق

سألني أحد الأحبة، قائلاً: هل سمعت خطاب القسم؟ قلت له: تابعت خطاب بشار هذا اليوم، بل قل استمعت إلى ما يصك الآذان، ويقزز النفس، ويؤلم الضمير، ويبعث على الغثيان، من كثرة ما سمعت من أكاذيب وافتراءات، وقلب للحقائق، وتوصيف مرٍّ للأحداث، بكل وقاحة، وبلا أدنى نسبة من خجل، فعلاً (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) وفي واقع الأمر، لا أدري كيف منحت الصبر وضبط الأعصاب، حتى سمعت هذا المهرج إلى نهاية كلامه، إنها الضرورة ولها أحكامها، التي يساق لها المرء اضطراراً. وإلا كيف لك أن تتابع مجرم حرب بهذا المستوى من الإجرام.
كيف لك أن تتابع وأنت ترى هذا الشقي بشاراً، وهو يعتلي منبره الآسن، ويقف مهتزاً مضطربًا، وهو المغتصب، لهذا الموقع بانتخابات مزورة، وتحريف ظاهر، وأمامه مجموعة من المصفقين والمطبلين والمهرجين، والوصوليين والنفعيين، دون أن يعرف بأن الناس وهم يستمعون كلامه التلفيقي على وعي تام بالأمور، يعلمون سجل إجرامه، وكبير كوارثه، وعظيم براميله المتفجرة، وما خلفه السلاح الكيماوي من آثار قاتلة للأطفال والنساء والشيوخ.
هو يعرف أن الأحرار يعلمون حقيقة ما جرى، والشمس لا تغطى بغربال، لكنه يحاول أن يجعلها كأنها مسلمات، يحكي فيها قصة ما كان برواية المحترق الذي أدمن الكذب واللف والدوران، حتى لا يقول الحقيقة وروايتها كما هي! وأنّى له أن يكون صريحًا فيواجه الشعب والسوري، بالواقع المؤلم وما جنته يداه من بغي وقتل، وما اقترفته من جرائم وكوارث، وما عكس كل ذلك من طامات وكوارث، لخّص مجملها بجريمة العصر، ووصف ومن معه من الروس والايرانيين بأبشع الأوصاف، وأقذع النعوت، لا أقول هذا من باب الإنشاء الأدبي، ولكن من منطلق الوقائع التي سطرتها تقارير دولية معتمدة، ومنظمات حقوقية متابعة، ونشطاء بذلوا جهوداً ضخمة لإثبات هذا الذي حصل.
فعلى من تكذب يا بشار ؟ ومن تضلل؟ ومن يصدقك يا أيها المعتوه؟
ومهما تطاول الزمن فلا بد من ساعة النصر والفرج، وسنرى هؤلاء المجرمين وقد أخذوا عقابهم العادل الذي يستحقونه ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)).

الدكتور عامر أبو سلامة

مفكر وكاتب إسلامي