والإسلاميون اليوم بناء على هذه الحقيقة المرة، يمارَس عليهم هذا النوع من الضغط، وهذه الصناعة المدروسة الخطرة، من أجل الاغتيال المعنوي، حيث مؤسسات تصنع المواد الخام، المترع بالإفك والكذب، واختلاق القصص، وتأليف الحكايات، وتلفيق الضلالات، وتعليب المزور من وثائق مدعاة، هذه المواد الخام المصنعة، تتلقفها معامل السياسة، فترسم لها برامج، وتضع لها خططاً، وتتلقاها مطابخ الإعلام الموجه، الذي يصنع للإسلاميين صورة مشوهة، قوامها شيطنتها لعزلها سياسياً، ونبذها مجتمعياً، وإقصائها عن مشهد الحياة بكل تفاصيله، والطعن بشرف أصحابها، ولصق تهم تتعلق بالأمانة، وكثيراً ما يعزفون على وتر الخيانة، حيث دلالتها القبيحة، في ذهن المستمع والمتلقي، وما لها من إسقاطات مرة، وإشارات محزنة، وفي كثير من الحالات تشن عليهم حملة اعتقالات، فتفتح السجون لهم أبوابها، وتكون ملاحم يندى لها الجبين، كل ذلك على إيقاع إفك مبين، صنعه خيال ظالم، «والظلم ظلمات».
من مقال: “الإسلاميون والاغتيال المعنوي“، لفضيلة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية الدكتور “عامر البو سلامة”