الإخوان المسلمون في سورية

قصيدة “لماذا هجرت بلادك”

 

د. محمد حكمت وليد

 

قصيدة “لماذا هجرت بلادك”، من ديوان أغنية حب للمطر، كلمات الدكتور محمد حكمت وليد

لماذا هَجَرْتَ بلادكْ

لماذا هَجرتَ الجوادَ الأصيلْ
لماذا اسْتَقَلْتَ من الحُبِّ
ذاك الرَّبيعِ الجميلْ
وأَقْلَعْتَ عبرَ المدى
وسَافرتَ في أَبْحرِ المُستحيل
تعالَ إلينا
تحِنُّ إليَك زُهورُك رَغْمَ الذُّبولْ
يحِنُّ إليك رفاقُ الطفولة
أبناءُ حَيِّك.. أُمُّكَ.. أُخْتُكَ
والكُلُّ يَحيا على ذكرياتِ هَوَاكَ الجميلْ
ألْم تَستَمِعْ للأذانِ؟
يسافِرُ عَبْرَ المدىْ
ويَرجِعُ عَوْدُ الصدى
ليَبْحَثَ عَنْكَ وما مِنْ دَليلْ
فتَدْمَعُ عَيُن المساجِدِ
عنْدَ الصباحِ وعِنْدَ الأصيلْ
الَستَ تَحِنّ إلينا؟
إلى ذكرياتِ الهوى والنخيلْ
وتِلكَ السواقي
الَستَ تحِنُّ إلى مائها السلسبيلْ؟
أما اشْتَقْتَ للخَوْخِ فوق الغُصُون؟
وللتَّين واللّوزِ والزَّنْجَبيلْ
وشَرْبَةِ ماءٍ بأفيائِها
تبُلُّ الغليلَ وتُحيي العليلْ
اقِلي مِنَ اللَّوْمِ أُختاهُ
إنَّ فُؤادي عليلْ
وإني أُعاني من الفَقْدِ
ومِنْ لَوعةِ الاغترابِ الطويلْ
فلا تَغْرِسي في فُؤادي السِّهامَ
ففي كُلِّ سهم حبيبٌ قتيلْ
دعيني أنا ما هجرتُ البلادَ
ولَم يهدأ القلبُ يومَ الرّحيلْ
وأمّا البِعَادُ
فذَلكَ هَمٌّ ثَقيلٌ
وشَرحٌ طويلْ
أنا ما هَجَرْتُكَ يا موطني
فهَجْرُك في مِلَّتي مُستحيلْ
أنا ما هَجَرتُك حرَّاً
ولَكنْ هَجَرتُ الجرادَ بأرضك يَغتال فيكَ الحقولْ
هجَرتُ الغرابينَ تخْتَال مُرتاحةً
وفَوْقَ رُباكَ تموت البلابلُ كُلَّ الفصُولْ
وتَقْضي بكَ الصَّافِناتُ الجِيَادُ
يموتُ على شَفَتَيْها الصهيلْ
سأَرجعُ يوماً إليكْ
وأهْجَعُ في مُقلتَيْكْ
سأَرجعُ أَحملُ نُورَ حُرُوفي
وقَلبي إليكَ الدَّليلْ
وأبْذُرُ فيْكَ ضِيائي وَشَمسي
وأَحيا بَظل ظليلْ
وحَتى تَزُولَ جُيوشُ الجرادِ
ويَحيا صَهيلُ الجيادِ
فحُبُّكَ يا وطني قَاتِلٌ
وهَجْركَ يا وطني مُستحيلْ

محرر الموقع