الإخوان المسلمون في سورية

كرامة الإنسان والدم السوري

رسخت شريعة الله تعالى جملة من القيم الرائدة الحاكمة لحركة الحياة، من مثل قيمة العدل، والرحمة، والإحسان، وغير ذلك من سلسلة تمثلها منظومة متكاملة ليس فيها تفاوت أو تعارض أو تناقض، ودلالات ذلك واضحة جلية، ليلها كنهارها، لا يعرض عنها إلا شقي، مبثوثة في كتاب الله تعالى، وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قول الله الجامع المانع، المرسخ لقيمة حقوق الإنسان في صورتها الشاملة الواسعة، بل وفي وصفها الدقيق من خلال الشهود الحضاري في الواقع عملي، إذ قال تعالى: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)). ما أعظم هذا الكلام الرباني، وما أدق معانيه، وما أروع دلالاته، وما أجمل تقريراته، وما أعمق مفاهيمه، وما أوسع فقهه.
نتأمل هذا ونقارن بينه وبين الأدعياء لهذه المسألة فنجد العجب العجاب، ولعل أهم المفارقات التي يكتوي بنارها الناس عامة وبلاد العرب والمسلمين خاصةً، هو الكيل بالمكاييل وليس بمكيالين فقط، وهذا ما عكس ذلك على واقع مر .
ويظهر ذلك في جملة من البلدان، ومنها أهلنا في سورية، فأين من يقول : لا.
لك الله أيها الدم السوري النازف منذ عقد من الزمان، لا يكاد يتوقف، واليوم رائحة الدم تنتشر في جبل الزاوية، وريف حلب، وفي مناطق متعددة.
رحم الله الشهداء، والعزاء لذويهم، ونسأل الله الشفاء لجرحانا.

الدكتور عامر أبو سلامة

مفكر وكاتب إسلامي