



وإنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية، انطلاقاً من مبدأ (المواطنة) الذي يجمع كلّ أبناء الشعب السوريّ تحت خيمةٍ واحدة، تساوي بينهم في الحقوق والواجبات، وفي فرص المشاركة في بناء مؤسّسات الوطن المختلفة، والدفاع عنه، وتقرير شئونه.. وفق ما ورد في الميثاق الوطنيّ، ومشروعها السياسي لسورية المستقبل، لتؤكّد على ما يلي:
– المواطنون الأكراد مكوّنٌ أصيلٌ من مكوّنات الشعب السوريّ، يعيشون على أرضهم التاريخية، تضربُ جذورُهم في أعماق الأرض والتاريخ والحضارة، نشأوا على أرض هذا الوطن، وانتمَوْا إليها، وأخلصوا لها، ودافعوا عنها، وامتزجوا بإنسانها وترابها، وشاركوا في صنع حضارتها وأمجادها.. فكيف يكون غريباً عن أرض الشام من قاد ملحمة تحريرها من الغزاة الصليبيين، وصنع للأمة مفخرةَ عزّها في حطين، وطهّر الأقصى من رجس المعتدين؟.
– كان الأكراد على مرّ التاريخ عنصراً إيجابياً فاعلاً، يعزّزُ اللحمةَ الوطنية، وينبذُ الفرقة، ولم يُعرَفْ عنهم في تاريخهم الطويل أنّهم كانوا جسراً للغزاة، أو معبراً لإراداتٍ خارجية، بل كانوا دائماً المؤْثِرين على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصة..
– إنّ انتماء الأكراد للأمة الإسلامية، يعزّز انتماءهم الوطنيّ، فلقد صهرهم الإسلام الذي تدين به الغالبية العظمى من الشعب الكردي، في الكيان الجمْعي للأمة، فاندمجوا فيها، وتحمّلوا العبءَ في الأوقات الصعبة، فقادوا وأبدعوا. وستظلّ هذه الوشيجة الجامعة، الأساسَ الذي يربط الأكرادَ بأمّتهم وبشعوبها. مؤكّدين أنّ هذا الاندماجَ والارتباطَ لا ينبغي أن يكونَ مدخلاً للبغي، أو ذريعةً للتجاوز على الحقوق.
– في دولة (المواطنة) القائمة على التعاقدية والتعددية والمؤسساتية والتداولية.. التي تعتبرها جماعتُنا هدفَها للغد الوطنيّ المأمول، يحتفظ المواطنُ الكرديّ كغيره من أبناء الوطن، بسهمه الوطنيّ الوافر في المشاركة في القرار والسلطة والثروة الوطنية. وإنّ الحوارَ البنّاء، والتعايشَ الأخويّ بين كلّ مكوّنات المجتمع السوريّ، هو المدخلُ السديدُ إلى الوحدة الوطنية، وبناء سورية المستقبل.
المصدر: القضية الكردية- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية (الصادرة عام 2005م)