إنّ القضية الأساسية في سورية اليوم هي قضية الحرّية، ويجب على كلّ الغيورين أن يقفوا صفاً واحداً للدعوة إليها والدفاع عنها، فالحرّيات العامة شرط النهضة الحقيقية، والذين يحاولون تجاهل هذه الحقيقة يضيعون أمام شعوبهم فرصتها في التقدم والنمو.
لقد دعا القرآن الكريم إلى الحرية، وبيّن أنّه لا سبيل إلى الحجر على حرية الناس في الاعتقاد والتفكير، وأنّ الأمر متروك للناس أنفسهم بحيث يختار كل منهم الموقف الذي يراه صوابا، قال تعالى: ((ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين))، وإذا كانت حرية الاعتقاد حقاً شرعياً بالمنظور الإسلامي فإنّ الحريات الأخرى ألزم من باب أولى، وهي حقّ لكل أصحابها وليست منّة من أحد، وإذا حجبها الحكام يجب أن تنتزع انتزاعا، ولم يعد مقبولاً ترحيل قضايا الحرّيات تذرّعاً بعدم أهلية الشعوب لها، أو بحجة الصراع العربي “الإسرائيلي”، فشهادة التاريخ على امتداد عصوره تؤكد أنّ العبيد لا يصلحون للمقاومة والتحرير، وأنّ تحرير المواطن من القهر والفقر شرط لازم لتحرير الوطن من الاحتلال.
إنّ الجماعة تدعو إلى الحرّية المسؤولة على نطاق الفرد والمجتمع والأمة، وعلى كافة المستويات الفكرية والسياسية والاقتصادية، حتى يتمكن الجميع من الانطلاق في مجالات الارتقاء والتقدم.
المصدر: المشروع السياسي لسورية المستقبل- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية