الإخوان المسلمون في سورية

ما الذي حدث عندما هاجم نظام الأسد المخلوع مدينة حماة مطلع شباط 1982؟ د. “عامر البو سلامة” يجيب..

مقدم البرنامج: دخلوا، 2 فبراير (شباط 1982) أتى، بدؤوا بالدخول إلى المدينة، صدّهم السكان، وأعادوا بالقصف (بـ)الطيران، والقصف المدفعي. ماذا حصل في المدينة، أهم المشاهدات التي ترويها، أو الشهادات التي نُقلت إليك وترويها لنا؟
د. “عامر البو سلامة”: لما بدؤوا بقصف أحياء المدينة، ومن ثم الدخول إليها، كانت هناك فظائع ومصائب وكوارث ورّثها هذا النظام في هذه المجزرة، منها أنه لم يفرق بين مسلّح وغير مسلّح. وعدد المسلحين قليل، وخرجوا للدفاع عن أنفسهم بالأصل. لكن الأطفال ما ذنبهم؟! لكن النساء ما ذنبهم؟! لكن الناس العاديين ما ذنبهم؟َ! لنقل هكذا. فلذلك لم يستثنِ أحداً، لا مسلم، ولا غير مسلم، في مسيحيين لم يستثنهم، لم يستثن مسجداً.
مقدم البرنامج: 84 مسجداً، و4 كنائس..
د. “عامر البو سلامة”: و4 كنائس. ولذللك المعابد استهدفت جميعاً للمسلمين وللمسيحيين.. والقتل العشوائي، القتل العشوائي، والهدم الذي لا يعرف الرحمة، ولا يعرف الشفقة، ولا يعرف حتى أخلاق الحرب الطبيعية. فما بالك هذه مدينة من المدن السورية. وهذا الأصل أن الجيش أو هذه الألوية ألوية سورية، تمام، وجيش سوري. لكن في الحقيقة، لأنه جاء بحقدٍ بغيضٍ وأراد أن يصبّ جامّ غضبه على هذه المدينة، ففعل هذه المجازر. ولذلك عوائل كاملة، عوائل كاملة قتلت.
مقدم البرنامج: 100 عائلة حددها رفعت الأسد، وقرّر محاسبتها على انتمائها لجماعة الإخوان. أنا أردت الآن أن أسأل سؤال واضح؛ من ارتكب هذه المجزرة، ومَن منهم أحياء الآن؟
د. “عامر البو سلامة”: بس قبل ذلك، هو باسم الإخوان المسلمين ارتكبوا مجازر كثيرة، خصوصاً لما شرّعوا هذا القانون، قانون العار، عام 1980 برقم 49، هذا القانون الهمجي، قانون العار، الذي يقول بإعدام كل من ينتمي للإخوان المسلمين، لجماعة الإخوان المسلمين، مجرد الانتماء للجماعة، مجرد أن يروا اسمك مسجلاً في دفتر من الدفاتر أو قائمة من القوائم، مجرد أن يعترف عليك واحد بأنك من جماعة الإخوان المسلمين، هذا يريق دمك ويجعلك على حبال المشنقة في سجون النظام المعروفة.
مقدم البرنامج: يعني المواجهة صفرية دكتور؟
د. “عامر البو سلامة”: تماماً، وليس هذا فحسب، بل باسم هذا القانون وباسم الإخوان المسلمين، قتل كثير من الناس، وأوذي كثير من الناس، وشُرّد كثير من الناس، وعُذّب كثير من الناس، وحُرِم كثير من الناس من وظائفهم، وما إلى ذلك، وحماة منهم كذلك، باسم أنهم إخوان مسلمون، يحاربونهم هذه الحرب الضروس، من هدم، من قتل، من تشريد، من.. فعلوا ما فعلوا، حتى قالت الإحصائيات ربما 30 ألفاً، ربما 40 ألفاً، لأنه لا توجد إحصائيات دقيقة إلى الآن، وهذا ما نريد أن نبحث عنه في قابل الأيام بإذن الله.

المصدر: د. “عامر البو سلامة” يتحدث عن جرائم النظام المخلوع وسُبل تحقيق العدالة.. على قناة “الحوار” (فيديو)

محرر الموقع