الإخوان المسلمون في سورية

من يحمي الأقليات في سورية

سورية بلد عربي مسلم متميز تقاطعت فيه الحضارات الإنسانية منذ القدم، وتعايش فيه العرب والكرد والتركمان والسريان على مر السنين، كما تعايش المسلمون والمسيحيون ومجتمعات أخرى صغيرة أسهمت في إثراء هذا الوطن وإغنائه.
وقد دأب نظام الأسد المجرم ومنذ فترة مبكرة على استغلال هذا التنوع الجميل وتأليب الطوائف على بعضها البعض، وادعاء حماية الأقليات في وقت كان يشعل فيه نار الفتنة والبغضاء في نسيجها الاجتماعي، ويستغلها – خاصةً الطائفة العلوية – لتنفيذ مآربه الإجرامية، والتنكيل بكل الأحرار الذين ثاروا على طغيانه وإجرامه.
ونحن في جماعة الإخوان المسلمين في سورية نؤكد أنَّ حماية الأقليات وعيشها بسلام، لا يتم عن طريق مجرم يقتل شعبه، وإنما بالاستقرار القائم على العدل ومبدأ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، وعلى العدالة الانتقالية القائمة على القضاء الذي لا يقتص إلا من الذين أجرموا، وضمن الإجراءات القانونية العادلة، وحماية الأقليات يكون كذلك بالابتعاد عن الاستجابة لدعوات الفرقة وتمزيق الصف، وبأن تأخذ دورها بالانخراط في ثورة الشعب السوري والمشاركة في إعمار الوطن وبناء سورية الحديدة، أما السلاح خارج الدولة، والتوسل بالتدخل الأجنبي (الذي لم يعمل يوماً إلا لمصالحه الخاصة) فلن يزيد مجتمعاتنا إلا اضطراباً ووحدتنا إلا تشظياً وانقساماً.
واليوم ونحن نحتفل بزوال نظام الإبادة والإجرام ونراقب ملاحقة فلوله في مناطق سورية عديدة، نتطلع لمستقبلٍ في بلدنا يتم فيه تجاوز جراحات الماضي، وتتحقق فيه الوحدة الوطنية، وينبذ التعصب الطائفي، وتتعايش فيه مختلف الديانات والأعراق – كما كانت دائماً – على قاعدة السواء الوطني وسيادة القانون وضمن إطار المصلحة العليا للوطن.
عاشت سورية حرة أبية على طريق الوحدة والازدهار، ويداً بيدٍ نبني مستقبلها المشرق لكل أبنائها بإذن الله.
والله أكبر ولله الحمد..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
الثلاثاء ٢٦ رجب ١٤٤٦ه‍، الموافق ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٥م

محرر الموقع