الإخوان المسلمون في سورية

نحن والسياسة

الإمام الشهيد حسن البنا
ويقول قومٌ آخرونَ أنّ الإخوانَ المسلمينَ قومٌ سياسيون ودعوتهم سياسيةٌ ولهم من ذلك مآربُ أخرى، ولا ندري إلى متى تتقارضُ أُمّتنا التُّهم وتتبادلُ الظنونَ وتتنابزُ بالألقاب، وتترُك يقيناً يؤيده الواقعُ في سبيلِ ظنٍّ توحيه الشكوك؟
يا قومنا: إنّنا نناديكم والقرآنُ في يميننا والسنّةُ في شمالنا، وعملُ السلفِ الصالحين من أبناءِ هذهِ الأمّةِ قدوتنا، وندعوكم إلى الإسلامِ وتعاليمِ الإسلامِ وأحكامِ الإسلامِ وهدى الإسلام؛ فإن كان هذا من السياسةِ عندكم فهذهِ سياستُنا، وإن كان من يَدعوكم إلى هذه المبادئِ سياسياً فنحنُ أعرقُ النّاسِ والحمدُ للهِ في السياسة، وإن شئتم أن تسمّوا ذلك سياسة فقولوا ما شئتم، فلن تضُرّنا الأسماءُ متى وضحت الـمُسَمَّيات وانكشفت الغايات.
يا قومنا: لا تحجبكم الألفاظُ عنِ الحقائق، ولا الأسماءُ عن الغايات، ولا الأعراضُ عن الجواهر، وإنَّ للإسلامِ سياسةً في طيّها سعادةُ الدنيا وصلاحُ الآخرة، وتلكَ هيَ سياستُنا لا نبغي بها بديلاً فسوسوا بها أنفسكم، واحملوا عليها غيركم تظفروا بالعزّةِ الأخروية، وَلَتَعلَمُنَّ نبأَهُ بعدَ حين.
__________
* الإمام الشهيد حسن البنا، رسالة “إلى أي شيء ندعو الناس”.

محرر الموقع