ولم يقتصر النظام الإيراني بنفوذه على الوجود الأمني والعسكري، وإنما شرع كذلك بغزو ثقافي تبشيري منظم منذ مرحلة مبكرة، إذ كانت نسبة الشيعة الاثني عشرية في سورية (0,5%) من السكان قبل حكم عائلة الأسد، ولم يكن فيها أية حوزة علمية شيعية، وأول حوزة بنيت هي الحوزة الزينبية في دمشق عام 1976م؛ وبعد عام 2011م ارتفع عدد الحوزات ليتجاوز (69) حوزة. وبدعم وتمويل من المرجعيات الشيعية تمّ تشييد أكثر من (500) حسينية في المدن والقرى السورية حتى عام 2019م.
كما تمّ وبتوجيه من بشار الأسد وبقرار حكومي إنشاء (10) مدارس شيعية حكومية باسم (الرسول الأعظم) تدرّس المنهج الشيعي الطائفي (الاثنا عشري)، كما افتَتحت (5) جامعات إيرانية خاصة فروعاً لها في سورية، وعدداً كبيراً من المراكز الثقافية الإيرانية في محافظات دير الزور وحلب والساحل السوري ودمشق وريفها ودرعا وغيرها، وهي تعمل على استقطاب أهالي وأطفال المنطقة، وتقدم لهم الحوافز المادية والمنح الدراسية، وتغرس في فكر الأجيال الناشئة تعظيم قادتها ورموزها.
من وثيقة “الموقف من النظام الإيراني- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية”