الإخوان المسلمون في سورية

11 عاماً على مجزرة الكيميائي في الغوطة.. لا زال المجرمون طلقاء.. ولكن العدالة قريبة

إخوان سورية
قبل أحد عشر عاماً، وتحديداً في الحادي والعشرين من شهر آب / أغسطس 2013م، أقدمت قوات الأسد على ارتكاب إحدى أبشع المجازر في العصر الحديث، عندما قصفت بالصواريخ المحملة بالأسلحة الكيميائية، وبمادة “السارين” تحديداً، مناطق في الغوطتين الشرقية والغربية في ريف دمشق، فأوقعت خلال ساعات قليلة نحو 1400 شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وأصابت نحو 5000 شخص من السكان المدنيين الآمنين.
لم تكن تلك الجريمة الكيميائية هي الأولى من نوعها في ذلك الوقت، لكنها كانت الأوسع مساحة والأكثر ضحايا، ولا زالت مناظر ضحاياها ماثلة في أذهان ملايين السوريين الأحرار.. وقد وثقت تقارير ميدانية وحقوقية بالتفاصيل، معلومات وبيانات تلك المجزرة المرعبة، والمسؤولين عنها من الآمرين والمنفذين، وعلى رأسهم “بشار الأسد” المجرم والإرهابي الأكبر..
ورغم أن كثيراً من الدول والمنظمات حملت نظام الأسد المسؤولية عن المجزرة، إلا أن قدرة (أو إرادة) المجتمع الدولي وقتها، وعلى رأسها ما يسمى مجلس الأمن، لم تتمخض سوى عن قرار يطالب نظام الأسد بتسليم مخزونه من الأسلحة الكيميائية، في موقف أثار استهجان واستنكار أحرار العالم.
ورغم كل ذلك، لم يأبه نظام الأسد بالقرارات الدولية التي حذرته من استخدام الأسلحة الكيميائية مجدداً، بل استمر في استخدامها ضد المدنيين، وتم توثيق ذلك عشرات المرات في مناطق متعددة من سورية، في مشهد يمثل مدى استهتار النظام وازدراءه بالقانون الدولي.
إن جماعة الإخوان المسلمين في سورية وهي تستذكر بألم شديد ضحايا هذه المجزرة الأليمة المرعبة، وجميع الجرائم الأخرى سواء بالأسلحة الكيميائية أو غيرها، فإنها تؤكد على ما يلي:
– تجدد التأكيد على مسؤولية نظام الأسد المجرم، وعلى رأسه “بشار الأسد”، عن هذه الجريمة الإرهابية، كما تحمل الدول التي ساندت هذا النظام المجرم كامل المسؤوليات والتبعات الأخلاقية والقانونية، وعلى رأسها روسيا وإيران، والمنظمات والمجموعات المرتبطة بهاتين الدولتين.
– تؤكد في هذا السياق أيضاً أنّ هذه الجرائم المشينة، بصفتها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، هي مما لا يسقط بتقادم الزمن، وإن يوم الحساب سيكون قريباً إن شاء الله، ويومئذ يفرح المؤمنون.
– لقد كان تلكؤ المجتمع الدولي في محاسبة نظام الأسد، بمثابة رخصة قتل مفتوحة، دفع الشعب السوري ولا يزال ثمنها باهظاً. وتحذّر الجماعة من أن سعي بعض الدول للتطبيع مع نظام الأسد بعد كل تلك الجرائم، يمثّل انتكاسة ووصمة عار سوف يسجلها التاريخ.
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
١٨ صفر ١٤٤٦ هـ، الموافق ٢٢ آب ٢٠٢٤م

محرر الموقع