رابعاً: دائرة العلاقات الدولية
منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وبروز نظام القطب الواحد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، شهد ميدان العلاقات الدولية تحولا كبيرا في طبيعة العلاقات بين الدول المختلفة، والقوانين الناظمة لها، سواء على المستوى النظري أم على المستوى العملي، وتبلورت مفاهيم جديدة في العلاقات الدولية مثل العولمة، والنظام العالمي الجديد.
أما من الناحية العملية، ورغم الحديث المتكرر عن حقوق الإنسان والقيم الديموقراطية، فقد شهد العالم تراجعاً واضحاً في الاحترام الفعلي لهذه الحقوق والقيم، لصالح القوة والهيمنة ذات القطب الواحد، وتقلصت مساحة السيادة القطرية أمام التدخل الخارجي تحت ستار المنظمات الدولية وكذلك برز التطبيق الانتقائي، حسب رغبة الدول الكبرى، للقوانين الدولية فيما يعرف بسياسة الكيل بمكيالين، والتي أضحت وللأسف أحد معالم السياسة الدولية الراهنة، حيث تشكل منطقتنا العربية أوضح دليل على فسادها.
إلا أن المؤكد أن سياسة القطب الواحد لا تحظى بالقبول لدى معظم دول العالم، وتتبلور-على درجات- ملامح قوى إقليمية عدة تسعى للتخلص من سياسة الهيمنة هذه، ولتشكيل مداراتها المستقلة، وأبرزها مجموعة دول الاتحاد الأوروبي, وكذلك مجموعة الدول الآسيوية التي تتزعمها الصين وغيرها. بينما يغيب العالم العربي والإسلامي عن عالم التكتلات هذه، وتتفجر الصراعات والنزاعات المختلفة بين الدول العربية والإسلامية وكأنها تعيش خارج هذا العصر، وتسير في عكس اتجاهه…
المصدر: المشروع السياسي لسورية المستقبل- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية | الجزء الثاني: سياسات المشروع – البرنامج العملي للمشروع السياسي | الباب العاشر: المحاور الخارجية في سياسات المشروع | الفصل الثاني: دوائر العلاقات الخارجية | رابعاً: دائرة العلاقات الدولية