الإخوان المسلمون في سورية

خطابٌ إلى ملح البلد [1]

موفق شيخ إبراهيم
يا معشرَ العلماء يا ملحَ البلدْ *** ما يُصلح الملحَ إذا الملحُ فسدْ
ومن المؤسف أنَّ كميةً كبيرةً من “مِلح البلد”، لم تَفسد فحسبُ، بل ذابت في قصعة السلطان! ومن المفترض أن العلماء، هم من يحمون حصون الأمة من اختراقها، أو من الاقتراب منها، وحتى من تهديدها، فكيف الحال سيكون، إذا رأينا ثلَّة منهم، قد أضحوا أداةً طيِّعةً، في يد أعداء الأمة؟!
وراعي الشاة يحمي الذئبَ عنها *** فكيف إذا الرعاةُ لها ذئابُ
في الآية الكريمة المرفقة، خطاب لآحاد الأمة، بخطاب قائدها صلوات ربي وسلامه عليه. وقلت لآحاد الأمة، أعني عموماً، ولعلمائها ومفكريها ومثقفيها على وجه الخصوص.
إن الصراع اليوم محتدم بين الحق والباطل، والله تبارك في علاه، جعل قيم الحقِّ ميزاناً بيد العلماء الربانيين، والأئمَّة المهتدين، الذين ائتمنهم على دينه. وبضاعة علماء السوء، أهواء متناحرة، وظلمات بعضها فوق بعض. والواقع الراهن يستدعي تمايز الصفوف وتباين الألوان، ووضوح الموقف، من خلال إعلان وإعلاء قيم الحقّ للناس، ونشرها للناس بكلّ وسيلة، ودعوتهم للالتزام بها.
والأصل أن يكون العلم سلَّماً ليردَّ به صاحبُهُ باطلاً إلى حقٍّ، وضلالاً إلى هدى، فإن عجزوا عن ذلك أو ضعفوا، فالتزام الصمت أولى، ومداهنة الباطل جرأة غير محمودة! وإذا كان اللغو واللهو لا يليق برجل العلم، فمن باب أولى التزلُّف والنفاق الرخيص على حساب العقيدة، وأحياناً نشهده على حساب الدماء الطاهرة، لأهل الإيمان!
والسبيل الأقوم للعلماء، أن يقفوا إلى جانب قضايا الأمَّة، وعند المخلصين ليس كلُّ سكوتٍ رُخصة، ولا كلّ اعتزالٍ حُجَّة! والصمت والسكوت؛ إنما يكون في مشهدٍ أو موقفٍ أو عارِضٍ! أمّا أن يصير حالةً مُستقرِّة، وسمتاً لازماً، وعادةً مُستحكِمة، فهذا لا يستقيم بحال! وإن العلماء الصادعين بكلمة الحق، هم الذين اصطفَاهم الله من خلقه، ولكلٍّ أجرُه على قدْر نُصرتِه للحقّ.
والله الموفِّق والهادي إلى سواء السبيل.

محرر الموقع