حوار مع السعادة
قيل للسعادة: أين تسكنين؟
قالت: في قلوب الراضين.
قيل: فبمَ تتغذين؟
قالت: من قوة إيمانهم.
قيل: فبمَ تدومين؟
قالت: بحسن تدبيرهم.
قيل: فبمَ تُستجلَبين؟
قالت: أن تعلم النفس أن لن يصيبها إلا ما كتب الله لها.
قيل: فبمَ ترحلين؟
قالت: بالطمع بعد القناعة، وبالحرص بعد السماحة، وبالهمّ بعد السرور، وبالشك بعد اليقين.
بمَ فتحنا الدنيا؟
نحن لم نفتح الدنيا بأمَّهات ماجنات متحلّلات، ولكننا فتحناها بأمهات عفيفات متدينات، ولم نرث خلافة الأرض بأدب الجنس الشره الجائع، ولكننا ورثناها بأدب الخلُق الثائر والتهذيب الوادع.
الثمرات
لكل فضيلة ثمرة تدلُّ عليها. فثمرة الإيمان العمل، وثمرة الحب الخضوع، وثمرة العلم الخشوع، وثمرة الأخوة التراحم، وثمرة الإخلاص الاستقامة، وثمرة الجهاد التضحية، وثمرة الزهد الكرم، وثمرة اليقين التسليم، فإن لم تكن مع هذه الفضائل ثمارها كانت دعاوى.
خمسة لا يَنْصُرون
لا تنتصر الأمة في معركتها مع أعدائها بخمسة: متهالك على الشهرة، وجبان عند العمل شجاع عند القول، ومغرور يقدر نفسه أكثر مما هي ويقدر أعداءه أقل مما هم، ومُؤثر للسلامة على التضحية، وللحياة على الموت.
خبث النية
خبث نية القائد تقود الجنود إلى الهزيمة ولو كانت نواياهم حسنة، وهذا غير المكر والدهاء والحيل في الحروب؛ فإنها من وسائل النصر على الأعداء.
ذُلّ الشهوة والطمع
كم أذلت الشهوة كرامة الرجال، وكم أذل الطمع أعناق الأبطال!
الإفراط
الإفراط في الحزم ظلم، والإفراط في اللين ضعف، والإفراط في العبادة غلو، والإفراط في اللذة فجور، والإفراط في الضحك خفة، والإفراط في المزاح سفاهة، والإفراط في النوم خمول، والإفراط في الكرم تبذير، والإفراط في الاقتصاد شح، والإفراط في الاحتراس وسواس، والإفراط في الاطمئنان غفلة، والإفراط في الجد يبوسة، والإفراط في الراحة كسل، والإفراط في محاسبة الناس عداء، والإفراط في التسامح معهم ضياع، والإفراط في الغيرة جنون، والإفراط في الإغضاء جريمة.