بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء سورية الأحرار الأباة..
أيها السوريون في الداخل والخارج.. في المدن والبلدات والأرياف.. في المعتقلات والمخيمات والمهاجر..
وددنا أن يكون بياننا هذا بعد عشر سنوات من الصبر والمصابرة والثبات والتضحيات.. بيان البشرى بالنصر والظفر والنجاح والتمكين.. ولكن الحقيقة الصادمة اليوم أن الحديث عن “حلّ سياسي” في سورية يصبح يوماً بعد يوم حديثاً عن حل دولي – إقليمي، يخدم بشار الأسد وزمرته..
عشر سنوات من التضحيات والصبر، لثورة كانت وما تزال ثورة مستضعفين، خرجوا ينشدون العدل والحرية والكرامة والمساواة، فأحاط بهم أعداء الثورة مكراً وكيداً وتثبيطاً وتخذيلاً وتشتيتاً واتهاماً وتشويهاً، حتى وصلوا بنا إلى ما صرح به وزير الخارجية الروسية لافروف منذ أيام: تعديلات دستورية تُجرى على دستور ٢٠١٢..
أيها السوريون الأحرار..
عشر سنوات مضت، والمحتل الروسي صاحب ستة عشر قرار فيتو لحماية الأسد، وبالتعاون مع الكثير من الدول، تمت ممارسة لعبة الفك والتركيب على أجسام المعارضة الوطنية، وإقصاء كل من لا يتجانس مع مصالحهم ورغبات الزمرة الأسدية..
وإننا إزاء ما نتابعه من اتفاقيات التفريط التي ما يزال يعقدها بشار الأسد على حساب الدولة السورية والشعب السوري مع الروس والإيرانيين وغيرهم في الداخل والخارج..
وإزاء ما نعيشه مع أبناء شعبنا في الداخل والخارج من محن متتابعة، بما فيها إدارة النظام ظهره لعمليات العدوان الصهيوني، والوضع الاقتصادي المنهار على كل المستويات، والجائحة الصحية التي يعيشها مجتمعنا في مدنه وبلداته وقراه، والوضع الأمني المتداعي بحيث لم يعد المواطن السوري يأمن على نفسه وعرضه وماله في قلب المدن الكبرى..
وإزاء سيطرة القرار الدولي على الأرض السورية، وعلى كل مفاصل الحلّ السياسي في سورية، وبعد اطلاعنا – ولو عن بعد – على مسارات عمل ما يسمى اللجنة الدستورية التي أصبحت أكثر بعداً عن تمثيل تطلعات الشهداء والمعتقلين والمضحين الحقيقيين، وتنفيذ ما تدعو إليه القرارات الأممية، من تحقيق انتقال سياسي كامل يؤدي إلى تغيير النظام الحالي، بما في ذلك رأس النظام ورموزه وأجهزته الأمنية والعسكرية، وضمان مشاركة كل السوريين في انتخاباتٍ ديمقراطيةٍ حرةٍ بإشراف الأمم المتحدة، وفي ظل بيئةٍ آمنةٍ ومحايدة..
إزاء ذلك كله.. ومن واقع إيماننا بديننا وإسلامنا الذي يرفض الظلم ويأباه، وواقع إيماننا بسورية الغد، سورية الدولة المدنية الديمقراطية التعددية غير الطائفية، الدولة الحرة التي تتمسك بهويتها، وتمثل ثقافة سكانها، وتبسط مظلة المساواة والأمن لكل سكانها من غير استئثارٍ ولا استعلاءٍ ولا نبذٍ ولا إقصاء..
إزاء كل ما سبق.. وانطلاقاً من كل ما سبق..
نعلن أننا ماضون في حمل مشعل قضيتنا الوطنية الذي حملناه مع كل الشرفاء من أبناء وطننا على مدى أكثر من نصف قرن..
لن نذلّ ولن نهون.. ولن نُخدع ولن نُستجرّ.. ولن نتعب ولن نستسلم.. وسنظلّ الممسكين بديننا وعقيدتنا.. الأوفياء لدماء شهداء وطننا.. ولمصالح كل أبناء شعبنا، دقّها وجلّها، صغيرها وعظيمها..
وفي هذا الظرف الوطني الصعب والدقيق..
ندعو كل الأحرار والشرفاء من أبناء سورية، إلى التلاحم والتعاضد والتعاون والالتقاء على الجوامع الوطنية الكبرى..
وستبقى أيدينا مبسوطة لكل القوى والشخصيات الوطنية الشريفة لتشكيل الجبهة الوطنية، أو النواة الوطنية، التي تقول: لا لكل المخططات والمؤامرات..
دون أن يعنينا كثيراً اعتراف شركاء المؤامرة على شعبنا وعلى وطننا بنا.. فنحن نستمد قوتنا من إيماننا بربنا وبديننا ثم بقوة شعبنا.. ويكفينا ذخراً وشرفاً وقوةً اعترافنا بقوى شعبنا، ووفائنا لمواكب شهدائنا..
“يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
١٨ أيلول ٢٠٢٠
١ صفر ١٤٤٢