بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
“الدكتور عامر البو سلامة”
إلى الشعب السوري الحرّ الأبيّ
إيماناً بالمبادئ … ومضاء على الطريق
أيها السوريون الأحرار.. الثوار..
لقد شكلت جماعتنا جماعة الإخوان المسلمين، بمرتكزاتها الشرعية والفكرية، ثم برجالها وعلمائها ومفكريها، ثم بتنظيمها وكيانها، الحقيقة العملية الواقعة في تاريخ سورية الحديثة، كانت الجماعة حاضرة برؤيتها وفكرها وفقهها وممارستها، في شخص الداعية المراقب العام الأول، الدكتور مصطفى السباعي، ومن معه من إخوانه المؤسسين.. والذي كان له ولمن معه – كما تشهد وقائع التاريخ السياسي – مواقفه المشهودة، وأياديه البيضاء..
ثم امتد دور هذه الجماعة حضوراً إيجابياً مؤثراً فاعلاً ومتفاعلاً في كل التاريخ الوطني السوري، الذي عرفت فيه معنى الشراكة الوطنية والحكم الرشيد..
وإذا كنا نستطيع أن نعرّف العمل السياسي بأنه “محاولة تنفيذ برامج وتحقيق أهداف” فنستطيع أن نختصر دور الجماعة بأنها ظلت في كل مراحل التاريخ الوطني تحاول، تنفيذ برامجها، وتحقيق أهدافها، وفي كل مرحلة بما يليق بها..
إن الجماعة ما تزال موجودة في الساحة الوطنية، وجود اشتراك لا وجود استئثار أو إقصاء..
لقد قام فكر الجماعة ومنهاجها وبرامجها منذ الأيام الأولى للتأسيس على الرؤية الإسلامية المعاصرة، التي تستند على الفقه الرصين، وتستشرف المستقبل الزاهي، وتقدم للناس عامة ما يليق بهم، وما يحقق مصالحهم، وما يدفع عنهم العنت والبلاء والجهد، فرفضت الغلو والغُلاة، وسارت في طريق الحفاظ والدفاع، تدفع عن حق، وتبشر بحق، وتدعو إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة، ما استطاعت إلى ذلك سبيلا..
وإن جماعتنا اليوم وبعد اثني عشر عاماً من الثورة المباركة، التي خاضها سواد السوريين تعبيراً عن أنفسهم ودفاعاً عن حقوقهم، لتعلن وفاءها، تمسكاً برؤيتها الإسلامية الوسطية المبشرة بكل خير، وتمسكها بمبادئها، وبما أعلنته من مواثيق شراكتها الوطنية وأوراقها السياسية المنشورة التي واكب إصدارها انطلاقة هذه الثورة المباركة..
كما تؤكد جماعتنا، لجمهور هذه الثورة، تمسكها ووفاءها لكل ما قضى عليه الشهداء في السعي إلى بناء سورية وطناً حراً مستقلاً لكل أبنائه..
أيها السوريون الأحرار..
ونمضي معاً على طريق ثورتنا المباركة، حول وحدة الأرض والدولة والمجتمع، لا نقيل ولا نستقيل، ندفع بالتي هي أحسن، ونتمسك بالحقوق ونعلم أنها تُؤخذ ولا تُعطى..
ونعلم أيها الإخوة أن الطريق صعب، وأنه مع ما فيه من إعاقات وعقبات أساسية وخارجية أصعب، وأننا بالصبر الإيجابي الواعي والمستنير سنظل مع كل الشركاء الوطنيين، على اختلاف مشاربهم الحصن والدرع بإذن الله..
ونؤمن بالحل السياسي بين أطراف المعادلة الوطنية السورية، حيث لا يكون للمجرمين والقتلة ومرتكبي المجازر الجماعية، مكان في بناء سورية الحديثة أو في قيادتها بإذن الله..
ونعتبر الاحتلالين الروسي والإيراني قد ارتكبوا ومازالوا جرائم نكراء وقعت منهم على شعبنا المصابر، ولابد لهذا الظلم وهذه الجرائم من نهاية، ولن ننسى هذه المأساة التي حلت في أهلنا وشعبنا وإنَّ يوم عقابهم العادل قادمٌ بإذن الله..
وفي الفضاء السياسي المضطرب والمتضارب، الذي يحيط بمنطقتنا، لا يفوتنا أن نتقدم بالشكر الجزيل لكل من وقف إلى جانب شعبنا في ثورته المباركة ولو بشطر كلمة، كما نشكر كل يدٍ تمتد إلى مشروع ثورتنا بخيرٍ وبرٍ ومعروف..
وإذا قيل لنا: إن الناس قد جمعوا لكم، قلنا: حسبنا الله ونعم الوكيل.