إنّ الإخوان المسلمين في سورية ليسوا حزباَ سياسياً عابراً يضمّ أطراً تنظيميةً ضيقة، بل هم يمثّلون تياراً واسعاً في الشعب السوري، يضرب جذوره في الأعماق، ويمثلون الصحوة الإسلامية المستنيرة التي شعّ نورها في أرجاء الأرض، وتاريخهم يشهد لهم أنهم كانوا دائماً دعاة خيرٍ وتسامحٍ وحوارٍ وإصلاح.
وقد شارك الإخوان في إثراء الحياة السياسية في كل العهود الديمقراطية، كما شاركوا في مقارعة الاستعمار، وفي حرب فلسطين، وفي الحياة الثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية، وكان لهم نواب ووزراء في العهود الديمقراطية، وصحف، ونوادٍ، ومستشفيات، وجمعيات خيرية..
والإخوان يدعون إلى الله عز وجل على بصيرةٍ بالحكمة والموعظة الحسنة، وبرنامجهم هو الإسلام، ومرجعيّتهم كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، شأنهم في ذلك شأن الحركة الإسلامية في كل أقطار الأرض.
ويرفض الإخوان كل أشكال العنف والتطرف، ويؤمنون بالتدرج في الخطوات، ويؤمنون بمبدأ الحوار لحل أي خلاف، وتاريخهم يشهد أنهم رجال دعوةٍ وفكرٍ وسياسة، يحترمون القوانين، ولا يَضيقون ذرعاً بالرأي الآخر، ولا يتطلّعون إلى مكاسب حزبية، بل يقدّرون كل جهدٍ يبذله غيرهم في هذا السبيل ويدعمونه.
تنظيم الإخوان في سورية: جماعة إسلامية سورية، قرارها منها ولا تتلقى قراراً من أحد خارج أطرها التنظيمية، يقوم أساسها على التنظيم من خلال نظامها الأساسي الذي يضبط سيرها. تأسست هذه الجماعة عام 1945 وانتخب الدكتور مصطفى السباعي أول مراقبٍ عام لها. وتمتاز هذه الجماعة بأنها وسطية من خلال الفهم السليم للإسلام بصورته الشاملة، بعيدة عن الغلو والتطرف، تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، تحب الخير للناس، تفقه الواقع وتستشرف المستقبل بروح مرنة، وتشارك في الحياة العامة بكل مفرداتها ومنها المشاركة السياسية، كما حدث في الأربعينيات والخمسينيات. وتمتاز هذه الجماعة بأنّها (حركة مجتمع) تعيش بين الجماهير، وتتعرف الى هموم الناس، وتعمل على تقديم المشاريع التي تنهض بالمجتمع، كما أنها تنبذ الإقصاء وتؤمن بالشراكة مع أبناء الوطن في الملفات الأساسية للحياة (المشترك العام) وعلى قاعدة “وتعاونوا على البر والتقوى”.
د. “عامر البو سلامة” المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية