عبد الله عيسى السلامة
الخيانة أنواع: بعضها مقصود، يتمّ بنيّة سيّئة.. وبعضها غير مقصود، يمارسه صاحبه، بنيّة حسنة؛ بل ربّما أراد به الخير، لكن تمنعه، من معرفة الخير والشرّ، عوامل شتّى، منها: الجهل، والحماقة، وغير ذلك! فتؤدّي أعماله، إلى نتائج، لاتختلف، عن نتائج الخيانة المقصودة؛ بل قد تكون أشدّ ضرراً منها، في بعض الأحيان! وقد يسمّي عمله، بعد معرفة نتائجه، خطأ، بل قد يسميه، اجتهاداً! وقد حذّر رسول الله، من أصناف معيّنة، من المحسوبين على الأمّة الإسلامية، منهم: الرؤوس الجُهّال، الذين يَضلّون ويُضلّون.. ومنهم: مَن يبيع دينه، بدنيا غيره.. ومنهم: مَن يَخرج، على الأمّة، يَضرب برّها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها.. ومنهم: مَن يَمرق من الدين، كما يَمرق السهم، من الرميّة.. وغير هؤلاء وأولئك!
المسيئون للإسلام، من المحسوبين عليه، وهم أصناف عدّة، منهم الذين يحملون اسم مسلمين؛ مجرّد الاسم، وهم يمارسون العادات السيّئة، كلّها:
يَقترفون المنكرات، كلّها، من كذب وسرقة، وغشّ وخداع.. ولا يتورّعون عن عملٍ سيّء، يلوّث سمعتهم، كما يسيء، في نظر الناس، إلى الدين الذي يعتنقونه!
وهم، يؤذون الناس، بالقول: سخريةً وغيبةً، وهزءاً وشتيمةً، واتّهاماً بالباطل.. وبالفعل: اعتداء على الأنفس، والأعراض والأموال..!
وهم، يخالفون قوانين الدول، التي يقيمون فيها، من دول الشرق والغرب: عدواناً على الناس فيها، بالأقوال والأفعال.. وعدوانا على الممتلكات العامّة والخاصّة؛ فيشوّهون سمعة الدين، الذي يحملون اسمه، في نظر أبناء تلك الدول!
المحسوبون على الدعاة، ويحملون اسم (دعاة)، وهم أنواع:
دعاة: يحملون أمراض القلوب، كلّها، من حقد وحسد وكِبْر، وازدراء للآخرين..!
دعاة: يكفّرون الناس، عامّة، مَن كان من أبناء ملّتهم، ومَن كان من أبناء الملل المخالفة لملّتهم!
دعاة يكفّرون المسلمين، عامّة، باستثناء الذين يتبنّون طريقتهم، في فهم الإسلام!
دعاة: يكفّرون مَن يخالفهم، في طرائق تطبيق السنن الإسلامية، فيمزّقون صفّ المسلمين، وينسفون الوحدة الإسلامية، الواجبة، حرصاً على فرض رأيهم، في نافلة!
دعاة: يبيحون لأنفسهم، أموال الناس، الذين يعيشون في بلادهم، من النصارى وغيرهم، بحجّة أن أموالهم غنائم للمسلمين.. أو أن أموالهم جُمعت، من طرق ليست حلالاً!
دعاة: يبيحون قتل المخالفين، في العقيدة، من أهل الكتاب والوثنيين، ولو كانوا مسالمين؛ بل حتى لوكان الدعاة، يعيشون في كنفهم، ويتقاضون أموالاً، من مؤسّساتهم الخيرية، أو من أموال الضمان الاجتماعي، التي تصرفها حكوماتهم، لهؤلاء الدعاة!
وقد يكون بعض الدعاة، المذكورين، أعلاه، مخلصين في اعتقاداتهم؛ بل ربّما كان بعضهم، يملك اعتقاداً قويّاً، فيما يعتنقه من أفكار، وفيما يقول ويفعل، انطلاقاً من أفكاره الخاصّة؛ بَيدَ أن هؤلاء، غاب عن أذهانهم: أن صحّة الاعتقاد، أهمّ من قوّته، وأهمّ من الحماسة، للعمل به؛ فالاعتقاد الفاسد، لا يؤدّي إلى خير، ألبتّة، بل هو ضارّ، في الحالات كلّها! بينما الاعتقاد الضعيف، وإن لم يدفع صاحبه، إلى التضحية في سبيله، فإنه لايدفعه، إلى ارتكاب الجرائم الجسيمة، باسم الدين، والإساءة إلى الدين، تحت شعار الدفاع عنه!
بعضُ الفقهاء والمفتين، في دواوين الحكّام:
الذين يفصّلون الفتاوى والآراء الشرعية، للحكّام، حسب طلب الحكّام!
الذين يلوون أعناق النصوص الإسلامية، لتناسب مواقف الحكّام، وتصرّفاتهم، وسياساتهم.. ولو كانت مخالفة، لأبسط أحكام الإسلام، ومبادئه، وتعاليمه..!