أسامة محمد الحمصي
وردت في ذلك أحاديث كثيرة، منها:
عن أَنسٍ، رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، قَالَ: “ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيَمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِواهُما، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ للَّهِ، وَأَنْ يَكْرَه أَنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ“. متفقٌ عليه.
وعن أبي هريرة، رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، قَالَ: “سبْعَةٌ يُظِلُّهُم اللَّه في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: … ومنهم: ورَجُلان تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْه …” متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: “إنّ اللَّه تَعَالَى يقولُ يَوْمَ الْقِيَامةِ: أَيْنَ المُتَحَابُّونَ بِجَلالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَومَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي” رواه مسلم.
وعن مُعَاذٍ، رضي اللَّه عنه، قالَ: سمِعتُ رَسُولَ اللَّه، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، يقول: “ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: المُتَحَابُّونَ في جَلالي، لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ“. رواه الترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وعن أَبي كَريمةَ المِقْدَادِ بن مَعْدِ يكَرب، رضي اللَّه عنه، عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، قَالَ: “إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ، فَلْيُخْبِرْه أَنَّهُ يُحِبُّهُ” رواه أَبُو داود، والترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ.
فيا أحبتي، إنّي أحبّكم في الله.
الإيمان والحبّ:
عَنْ أَنس، رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، قَالَ: “لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ“.
متفقٌ عليه.
مِنْ أفضل ثمرات الْحُبِّ فِي الله:
حُبّ الله تعالى، وحبّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم، والصحابة الكرام جميعاً، والصالحين، وحبّ الجهاد في سبيل الله تعالى.
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ السَّاعَةِ؟، فَقَالَ: “مَا أَعْدَدْتَ لهَاَ“؟ قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: “أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ“. متفق عليه.
قالَ أنسٌ رضي الله عنه: فما فَرِحْنا يومئذ، بشيءٍ فرَحَنا بقولِ النبيّ صلى الله عليه وسلم: “أنتَ معَ مَنْ أحبَبْتَ“.
وعن معاذ بن جبل، رضي الله عنه: فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: “قَالَ الله تَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَحابِّين فِيَّ، وَالمُتَجَالِسينَ فيَّ، وَالمُتَزَاوِرِينَ فيَّ، وَالمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ“. حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح.
وقد يحب الإنسان ما فيه الشرّ دون أنْ يدري، وقد يكره ما فيه الخير، وهو يظنّ نفسه على هدىً، سدّدنا الله إلى الصواب.
قال الله سبحانه وتعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} [البقرة: 216].
اللهم ارزقنا حبّك ومحبتك، وحبّ من أحببته وأحبّك، وحبّ ما تحبّ، ووفقنا إلى ما تحبّ من قولٍ أو عمل.
“والحمدُ لله ربِّ العالمين”.