لقد انطلقت هذه الثورة الشعبية ثورة وطنية، للعدل والحرية والكرامة الإنسانية. ولم تكن جزءاً من أيّ صراع دوليّ أو إقليميّ، ولا تريد أن تكون. وكنا دائما حريصين مع كلّ المخلصين، على تجنيب هذه الثورة جرائرَ الصراعات الدولية. لم نكن نتوقعُ أن تحملَ روسية الاتحادية كلّ هذا الحقد والكراهية على شعبنا!! وما زلنا حريصين على وقف هذا الطوفان الذي تجاوز كل حد..
ولم تكن هذه الثورة ثورة طائفية أو مذهبية. ولم نكن نتوقع من مراجع إيران هذا الحجم من العداوة والبغضاء. أو أن ينغمس معهم في حربهم على شعبنا، أيّ من القوى المحسوبة على دولنا العربية في لبنان أو في العراق، ولكن – مع الأسف – كان هذا الذي يواجهه شعبنا وثورته، بطريقة تجاوزت كلّ الحدود والتوقعات. لقد اختار مراجع إيران وأتباعهم في المنطقة موقفهم. وحسموا أمرهم في الانحياز إلى القاتل المستبدّ، بطريقة قطعوا فيها على أنفسهم أيّ طربق للقاء، في الحاضر والمستقبل.
إننا مع الشكر العميق لكل من ساند ثورة شعبنا، أو ساعد أهلنا اللاجئين اليوم تحت كل نجم، نجد من حق شعبنا علينا، أن نصارحَه وبكلّ الشفافية والصدق، أننا لسنا محسوبين على أيّ دولة، ولا ندور في غير فلكنا الوطنيّ، ولا نلتزمُ غيرَ الإرادة الوطنية التي هي إرادة هؤلاء الثوار الأبطال، الذين التزمنا أمام الله والناس، أن ندافعَ عنهم وأن نحملَ همّهم وأن نعبّرَ عن تطلّعاتهم..
ندركُ أن لهذه الهجمة الشرسة على جماعتنا أبعادَها الشخصية، وأبعادَها السياسية، كما أنّ لها أبعادَها الدولية والإقليمية. ليس لنا أن نحمّلَ ثورتنا تبعات أيّ قطر أو ربيع عربي. خصوصيتنا السورية نحن أدرى بها. خصوصية موقع قطرنا الإقليمي أكثر أهمية. طبيعة معركتنا من خلال ما فُرِضَ علينا، من حرب طائفية مقيتة، تقتضي من أصحاب القرار في الدول العربية، أن يعيدوا حساباتهم، فمعركة ربيع سورية سيكون لها ما بعدها. ولا نحبّ أن نعيدَ على مسامعهم لغة بشار الأسد. بل الحقّ – والحق نقول – إن بقيَ بشار الأسد، فسوف يذهبُ من وراء بقائه الكثيرون. وهذا ما نخافه على أمتنا وعلى شعوبها. نحن وربيعُنا السوريّ، لا نشكلُ تهديدا لأحد، وإنما التهديدُ الحقيقيّ هو في منجل الشرّ الذي استحكمت حلقاته، والذي سبق العاهل الأردنيّ إلى التحذير منه منذ عقد من الزمان..