الإخوان المسلمون في سورية

حث الدعاة على مضاعفة العمل للإسلام.. المحفزات إلى العمل الدعوي (7)

د. محمد أبو صعيليك

 

– معاتبة النفس وتوبيخها:

 

لا بد للداعية إلى الله تعالى من ملاحقة نفسه بالعقاب والتوبيخ لكي تسلم له قيادتها، ولا تؤخر عن العمل الدعوي، ولا تضعف همته، وهو في فعله هذا يعمل على شحذ الهمة، وتقوية العزيمة، ودفع النفس للعمل، ولئن كان هذا الحال، فإن هذا يخرجنا للحديث عن معاتبة النفس توبيخها من خلال الأمور التالية:

 

1- يقصد بالمعاتبة قيام المرء بتفقد حال نفسه، ومراجعتها بالعقاب عند كل قصور، وعدم رضاه عنها مهما كان العمل الصالح الخارج منها.

 

2- والأصل في المعاتبة آثار للسلف، يذكرها أهل التربية، ولم يتبق عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

3- ولئن كان هذا حال معاتبة النفس  وتوبيخها، فإن لهذه المعاتبة آثار إيجابية على الدعوة والدعوة والدعاة يمكن لنا أن نصفها كما يلي:

 

1- شحذ الهمة وتقوية العزيمة والدفع إلى العمل.

 

2- الاعتذار إلى الله تعالى في بذل الوسع والطاقة في العمل الدعوي.

 

3- زيادة المدعوين، وزيادة مكاسب الدعوة إلى الله تعالى في حياة الناس.

 

4- الحياة مع النفس وعدم مطاردتها في ضعفها وقصورها، وإخلادها إلى الأرض.

 

5- إيصال الدعوة إلى أكبر القطاعات الممكن الوصول إليها في المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته والأماكن التي يتواجد الناس فيها.

 

6- علاج أدواء النفس وأمراضها الاجتماعية الخطيرة كالكبر والحقد والحسد والغرور، وحب الحياة وحب الدنيا وغيرها.

 

7- عدم الغفلة عن النفس لحظة عين، لأن في ذلك ضلال لصاحبها.

 

تلك هي الآثار الإيجابية المترتبة على معاتبة الداعية لنفسه وتوبيخه لها، والله المستعان.

 

– المسارعة إلى الخير:

 

حدث القرآن المسلم الداعية عن صفات المؤمنين، وأن من تلك الصفات المسارعة في الخير، وفي هذا يقول الله تعالى (ويسارعون في الخيرات، وأولئك الصالحين).. وفي معنى هذه الآية يقول الإمام القرطبي رحمه الله: يسارعون في الخيرات التي يعملونها مبادرين غير متكلين.

 

ولئن كان هذا حال المسارعة في الخير في وصف ربهم، فإن الناظر في صفة المؤمن الحقيقي هذه يجد همة متقدة، وروحاً وثابة للعمل، وعزيمة قوية، لا تعرف التواني ولا الكلل، ولئن كان هذا الحال بالنسبة للمؤمنين في المسارعة للأعمال الصالحة، فإن هذا يحوجنا إلى أن نتذكر أن الدعوة إلى الله تعالى من أعلى الأعمال الصالحة مكانة، وأكبرها منزلة، وأعظمها أجراً عند الله عز وجل، وهذا يدفعنا بالضرورة إلى حفز الهمة، وشحذ العزيمة، وبذل الجهد في الدعوة إلى الله تعالى.

 

وكيف يسمع المؤمن وصف كتاب الله تعالى بالمسارعة إلى الخير ولا يقوم هو بالمسارعة على الخير في شتى وجوهه، واختلاف وسائله وأساليبه؟

 

ولا ينبغي لنا أي عذر عند الله تعالى في القعود مناصرة المؤمنين، والنصح للمسلمين، وبذل الخير للآخرين، والذي في أعلاه إيصال الدعوة إلى الله تعالى إليهم.

 

إن هذه الآية التي وصفت المؤمنين بهذه الصفة الحسنة؛ لهي محرك لكل داعية إلى الله تعالى على الدعوات مع نفوسهم في ظل هذه الآية، ليحركوها بعد سكون، ويحفزوها بعد كلل، ويقووها بعد ضعف، ويعمل على تحريك ركود نفوسهم حتى لا تأسى بسبب طول المكث، وعدم الحركة والبعد عن التجدد.

 

إن هذه الآية لتدفع في الصدور، وتقوم القلوب، وتشحذ الهمم وتقوي العزائم، وتذهب الضعف إذا تلقاها الإنسان بقابلية العمل، والاستعداد للتنفيذ، والحرص على العمل، والإقبال على الخير، وهذا ما نرجو أن يكون عليه الداعية إلى الله تعالى، ونحن معهم كذلك، والله المستعان.

إخوان سورية

أضف تعليقاً