السيد: د. تدروس أدهانوم – مدير منظمة الصحة العالمية..
بعد التحية والاحترام..
إن الجمهورية العربية السورية هي من الدول المؤسسة للجمعية العامة للأمم المتحدة.. وإن شعبها جزء من المجتمع الإنساني المشمول برعاية منظمتكم العتيدة وعنايتها.
وعليه فإننا نتقدم إليكم بهذه الإحاطة في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها الدولة السورية والمجتمع السوري، آملين أن يحظى الوضع الصحي في سورية بمزيد من العناية والرعاية من منظمتكم وأجنحتها المنتشرة حول العالم.
إن حجم الكارثة الصحية التي تضرب الحياة العامة للمجتمع السوري في ظل حالة الفوضى والاضطراب والعجز، والعيش في الظروف القهرية في المعتقلات أو المخيمات؛ يجعل حجم الجائحة الصحية والمتمثلة خصوصا بفيروس كوفيد ١٩ أكبر بكثير مما تتحدث عنه الأرقام المعلنة.
يدرك العالم أجمع حقيقة غياب الشفافية عن واقع الحياة العامة في سورية وعلى كافة المستويات.. ولذا لا يمكن التعويل على شيء من هذه الإحصاءات.. وحين يتحول بلد في حجم سورية وموقعها إلى برميل وباء، فإن انفجاره سيتأذى منه الكثيرون.
إن الجغرافية السورية المفتوحة بفعل عوامل جيوسياسية وديموغرافية على قلب العالم ومن خلال دول جوار أكثر انفتاحا، ووجود الآلاف من الجنود والعاملين المتعددي الجنسيات على الأرض السورية، سيجعل كل ذلك حجم الكارثة إذا انفجرت – لا سمح الله – كبيرا، وهذا الذي نحذر منه وندعو إلى التنبه له، والتعاون للوقاية من آثاره.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، ندعو منظمة الصحة العالمية ومنظمات المجتمع الدولي ذات الصلة أن يكون لها دور أكبر في تطويق الوباء وفي معالجة المرضى في وطننا سورية..
وأن تأخذ هذه المنظمات بعين الاعتبار واقع الحال في الحياة العامة السورية، بما فيها انتشار الفوضى وحالة الضعف، وتدمير البنية، واستهداف الكوادر الصحية على مدى السنوات العشر الماضية..
وننتظر من منظمتكم بأن يصنف المجتمع السوري في دائرة المجتمعات الأولى بالعناية وتقديم العون والرعاية، وحماية جهود منظمات المجتمع المدني لتقوم بدورها في التوعية وتقديم الخدمات في أطر الوقاية والعلاج..
وتتعهد جماعتنا بالتعاون مع منظمتكم ومنظمات المجتمع المدني الإنسانية ذات الصلة في نشر الوعي، وتقديم الخدمات الإنسانية والصحية، في إطار الخدمة التطوعية غير المشروطة، لتقديم الرعاية لكل سوري يحتاجها ضمن الضوابط الصحية والإنسانية المعتمدة.
متمنين لمنظمتكم دوام التوفيق..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢ أيلول ٢٠٢٠