تتداول وسائط التواصل شريطاً لبرلماني إيراني سنّي يحتج على نيل فضائية إيرانية رسمية من الصحابة وأمهات المؤمنين..
وليس لنا إلا نشكّر للرجل غيرته وجرأته ونسأل الله أن يجازيه على موقفه..
ولكن في القراءة السياسية نعلم أنّ مثل هذه الانتهاكات من قبل الملالي في طهران لم تتوقف قط، ومن حقٍّ أن نسأل: ما سرّ التوقيت بالسماح بالجهر بمثل هذا الاحتجاج؟ ما سرّ التوقيت بالسماح بتداول الشريط؟ وهل إيران التي تدخل معركة دونكيشوتية مع الولايات المتحدة بحاجة اليوم إلى التخفيف من قسمات وجهها الطائفي الكريه؟!
بقية الخبر يقول، وهذا حشو الخبر، أن المرشد الأعتى استجاب لمداخلة النائب وأمر بمحاسبة طاقم القناة التي نُسِبَ إليها الاعتداء وإقالتهم إلى جانب بقية الإجراءات التجميلية..
يبدو أن الملالي وآيات الله وميليشيات الحرس الثوري متعددة الوجوه، ومنها ما هو عربي بكوفية، قد قرّرت التوقف مبدئياً عن المطالبة بثارات الحسين!!
يكمل الخبر التصريح المفاجئ لأحمدي نجاد الذي يحتجّ فيه بأسلوب دبلوماسي على هولكست الحرس الثوري الإيراني في سورية بقيادة قاسم سليماني القبيح فيقول نجاد: لو أنّ الأموال التي أنفقت على الحرب في سورية قد أنفقت على بنائها لكان هناك واقع آخر.
وأنا أقول للكذاب من رهط الكذابين لو أنّ الأموال التي أنفقتموها لقتل السوريين قد أنفقتموها لتحرير القدس والأقصى، هدفكم المعلن الكذوب، لكان الحال مختلفا اليوم..
ولو أردنا ان نجمع شوارد التصريحات من هنا وهناك وهنالك لاتّضحت لنا الصورة الكاملة لعودة ما سمّي من قبل محور الممانعة القميء محور أصحاب القرون مقابل أصحاب القرن.
وعلى السوريين أن يحذروا وأن يتصدوا بكل الحزم لماء الكذب تغسل بها دماء أطفالهم ونسائهم.
ويبدو أن ترامب العجول لم يصبر طويلاً على لعبة التغبير، بالباء الموحدة بعدها الياء المثناة..
ترامب الذي قدّم القدس والأقصى والضفة والجولان للصهاينة “الإسرائيليين” يعلنها صريحة واضحة لا لبس فيها من اليابان: لا نريد شراً بنظام الملالي في طهران..
وقتل السوريين وانتهاك أعراضهم وتدمير ديارهم ليس إرهاباً عند ترامب وليس جريمة عند آخرين…
يستوقفني أنّ القرآن الكريم في كل المواضع تحدّث عن المخلَصين (بفتح اللام) ولم يتحدث مرة واحدة عن المخلِصين (بكسرها)…
اللهم أخلصنا وخلّصنا يا رب العالمين