قصف الأحياء السكنية الآهلة بالمدنيين من نساء وأطفال، بأيّ سلاح – جريمة حرب حسب القانون الدولي الذي يتذرعون به لقتلنا، ويختبئون جميعاً وراءه لاستدامة حرب الإبادة على أهلنا وديارنا.
القانون الدولي لا يعترف على فقه التترس الذي أساء فهمه وتفسيره بعض الجهلة والحمقى والمغفلين، ولذا فإنّه حين يخطف بعض الإرهابيين طائرة أو سفينة أو يسيطرون على مبنى ويحتجزون فيه الرهائن؛ لا تقوم الدول “المتحضرة” بنسف الطائرة أو إغراق السفينة أو إحراق المبنى لتقضي على الإرهابيين؛ وإنّما تظل تفاوضهم وإن كان المختطف بأيديهم إنساناً واحد فقط.. نكتب هذا للرد على الأدعياء أنّ في المنطقة التي يقصفها الروسي اليوم إرهابيين، وأنّهم هم المقصودون بحرب التدمير الشامل التي ينفّذها الروس وحلفاؤهم على أهلنا وديارنا..
في عالم يعجّ بقوى الإرهاب المنظم، الذي تقوده دول تمتلك السلاح النووي والكيماوي والبيولوجي والصواريخ العابرة للقارات والبوارج والطائرات والصوارخ الارتجاجية والقنابل العنقودية والفراغية، يصبح الحديث عن أيّ إرهاب آخر مهما نفخوا فيه وعظموه نكتة سمجة ملطخة كلماتها بدماء الأبرياء.
في عالم يملك فيه الإرهابيون الفاعلون القرار في مجلس الأمن، ويسكتون فيه متواطئين على الحرب الإرهابية التاريخية المستدامة على شعبنا رجاله ونسائه وأطفاله؛ لا يمكن التذرع بعدُ بوجود الإرهابيين الصغار، الإرهابيين المصنعين والإرهابيين المغفلين والإرهابيين المنفعلين بالإرهاب الأول، والخارجين من عباءته طوال عقود، وليس من عباءة دين الرحمة كما يزعمون..
ودائماً أبداً يجب أن نظل ندين الإرهاب الفاعل، الإرهاب المتغطرس، الإرهاب المدجّج بكل أسلحة الحرب وأدوات السلطة، مع إدانتنا التابعة والحاسمة والجازمة للإرهاب المنفعل، إرهاب الصغار ؛ مهما كان شأنهم ومهما كانت راياتهم وعناوينهم..
التذرّع بالحرب على الإرهاب في سورية لن يضفي على حرب بوتين والولي الفقيه وبشار الأسد صفة “الحرب المقدسة”؛ وسواء تم إدارتها تحت عنوان الدفاع عن المسيحيين كما صرّح بذلك الناطق العسكري الروسي باسم قاعدة حميميم العسكرية، أو تحت عنوان “يا لثارات الحسين” كما رفع راياتها قطعان ذئاب الولي الفقيه الذي انقضوا على سورية من كل حدب ينسلون، أو تحت عنوان “لا إله إلا بشار..” كما يؤمن به عبد الجبت والطاغوت على كل الأرض السورية..
ما يدار على سورية والسوريين منذ تسع سنوات هو حرب إرهابية يديرها إرهابيون فاعلون مسيطرون يمتلكون قرار العالم السياسي، كما يمتلكون ترسانة العالم من أسلحة الدمار الشامل التي جربوا كل أسلحتها في أجساد أطفال سورية حسب اعترافات مسئوليهم الكبار..
أيها السوريون..السوريون..
أيها السوريون الأحرار الكرام.. لقد خلقنا الله أحراراً كراماً. لنعيش كما كل سكان هذا العالم أحراراً كراما..
وإنّه لحريّ بنا مع إدراكنا لواقعنا، وإدراكنا لحقيقة المؤامرة الكبرى التي تدار علينا، أن ندرك أيضاً أنّ هذا هو قدرنا الذي يجب علينا أن نواجهه بحكمة وصبر وثبات.. واثقين بوعد الله ((وكان حقا علينا نصر المؤمنين))
أيها السوريون.. السوريون..
إنّ اجتماع قوى الإرهاب العالمي علينا يجب أن يوحّدنا. وأن يرصّ صفوفنا. وأن يجمعنا لنرمي جميعاً على جبهة واحدة.. ضد كل قوى الإرهاب والشر.. أيها السوري حيثما كنت تذكّر أنك جندي في المعركة المفروضة عليك على غير اختيار منك فقم بالحق المرجو منك.
أيها السوريون.. السوريون..
– يا من تملكون شبر الأرض اثبتوا.. واثبتوا.. واثبتوا.. فقد جربّتم بعد حلب والغوطة ودرعا ما كان.. اثبتوا واثبتوا واثبتوا واذكرو الله كثيراً لعلكم تفلحون..
– أيها السوريون الذين ما زلتم تقاتلون في صفوف الطاغية وتحت رايته.. ألم يأنِ لكم أن تعلموا أنكم تقتلون أنفسكم.. لخدمة إرهابي روسي محتل أو صفوي إيراني حاقد أو أسدي مستبد وفاسد..؟!
– وأنتم يا من تعيشون تحت سيطرة الطاغية… انفروا.. فإنّه والله الذبح الذي ينتظركم وينتظر أهليكم.. انفروا فإنّها والله تحرّركم وتحريركم أو أن تبقوا للأبد عبيداً وأقناناً أنتم وأبناؤكم وأحفادكم يقول لكم الكهنة إلى أبد الآبدين.. ويرتّلون آمين.
– وأنتم يا من تملّكتم قرار هذه الثورة انبذوا إلى الروس والإيرانيين والأسديين وكل الإرهابيين الفاعلين على سواء..
كفاكم عبثا، وكفاكم استخفافاً بدماء السوريين، كفاكم تطلّعاً لأن تكونوا شهود الزور على الجريمة الروسية التي أنتم اليوم، شئتم أو أبيتم، شركاء فيها ما دمتم على كراسي الانتظار للتوقيع على ما يفرضه الروسي أو يخدم الإيراني أو يشرعن بقاء الأسدي…
أنتم يا من تزعمون أنكم ستطاولون ثم تستقيلون في اللحظة المناسبة.. نقول لكم لقد فاتت اللحظة المناسبة.. ولقد ظللتم منذ 2016 غطاءً للجريمة الروسية – الإيرانية – الأسدية وأنتم تظنّون أنكم تناهضونها أو تستعدون لمناهضتها. لقد أدّيتم حتى الآن كل الدور الذي أناطه الإرهابيون الفاعلون على الأرض السورية بالطريقة التي ترضيهم عنكم ولعلكم لا تشعرون..
أيّها السوري.. السوري.. المنفرد في خيمتك أو في دار هجرتك..
إن كان لك كلمة فألقها في وجه عدوك الروسي – الصفوي – الأسدي.. فقط في وجه عدونا الروسي – الصفوي – الأسدي..
((واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون))