حمزة الإدلبي
كان دخول الإيرانيين بالبداية إلى سورية بهدف حماية المراقد والحسينيات الشيعية وذلك حسب ما وضحته الفضائيات الإيرانية، ومن ثم بدأ النفوذ الإيراني داخل سورية يلعب دوره في المشاركة في هذه الحرب على الشعب السوري وشريك أساسي في القتل مع نظام الأسد.
الهدف الأساسي من دخول إيران هو القيام بعمليات إرهابية ترسخ وجودهم داخل سورية ليضمن امتداداً جغرافياً استراتيجياً ونشر التشيع داخل الأراضي السورية، ومنذ دخولها وهي تثبّت جذورها داخل سورية وبمساعدة حقيقية من الأسد شخصياً.
بعد أن تعرضت القوات الإيرانية للخسائر في المعارك الحاصلة ما بين 2013 و2015 قامت حينها بجلب مقاتلين من دول أخرى تحت رايتها الطائفية الإيرانية، وأبرز الميليشيات التي دخلت لتكمل المشروع الإيراني كانت ميليشيات حزب الله ثم أتبعها ذلك دخول ميليشيات من العراق واليمن وأفغانستان وباكستان.
وبحسب صحفة جورزاليم بوست فإن إيران ونظام الأسد قاما باستخدام المقاتلين الأفغان غير المدربين جيداً كقذائف انتحارية، حيث كانوا يلقون بهم في الجبهات على الرغم من تسليحهم الضعيف.
وبعد التمدد الذي وصلت إليه إيران داخل سورية فإنها كشفت أهدافها الأساسية حيث ظلت المناطق التي احتلها الإيرانيون تحت سيطرتهم ولم يتم تسليمها للنظام الأسدي كما هو المفروض، ومن بعد ذلك بدأت عمليات شراء الأراضي لتصبح بعض المناطق بملكيتها مناطق إيرانية بحتة.
ومع التسهيلات التي قدمها الأسد للإيرانيين التي تخولهم لتملك الأراضي والعقارات، فقد أقيم مشروع سكني إيراني كامل في منطقة (المزة) في دمشق والتي تقع فيها السفارة الإيرانية، كما قامت إيران بشراء أحياء سكنية مدمرة بالكامل بهدف إعادة إعمارها واستيطانها.
كما ذُكر بأن اليد الإيرانية طالت حتى المؤيدين للأسد من الشعب السوري، حيث تم ابتزاز السكان “المؤيدين” في بعض المناطق وإجبارهم على ترك مساكنهم للإيرانيين.
ولم تكن التسهيلات الأسدية تقتصر على العقارات والأراضي والتملك، إلا أنه رحّب بالتعاون الثقافي ما بين الجامعات السورية والإيرانية حتى تستطيع إيران من خلالها من نشر الفكر الشيعي بين أفراد الشعب السوري، هذا عدا عن المدارس الإيرانية التي تم افتتاحها داخل الأراضي السورية والتي تقوم بتدريس مناهجها الخاصة.
وكما هو أسلوب الصهاينة في فلسطين فإن إيران تقوم بنفس الدور لتملك الأراضي حيث تقوم من خلال أذرعها المجنّدة داخل سورية والتي تشكل مؤسسات وتجار عقارات وسماسرة سوريين تستلم الأموال من إيران وتقوم بشراء الأراضي والعقارات.
وخلال الأشهر الأخيرة، بينّت تقارير إعلامية بأن دمشق قامت بتجنيس الملايين من الإيرانيين، وعشرات من أعضاء الميليشيات المدعومة من إيران، والتي تقاتل إلى الجانب السوري. وبحسب ما ذكرته صحيفة “جورزاليم بوست” “الإسرائيلية”، فإن أسباب منح نظام الأسد الجنسية السورية هو إخفاء وجود المقاتلين الإيرانيين، وتغيير ديمغرافية سوريا. لذا فإن أكثر ما تقوم به الحكومة الإيرانية داخل بلادها في الوقت الراهن هو إقناع المستثمرين الإيرانيين وأصحاب المال بأن يبدئوا بالاستثمار داخل سوريا وتشجيع الشركات والتجار وحتى المواطنين على شراء العقارات داخل مدينة دمشق.
لقد بات التمدد الإيراني داخل سورية ملحوظاً وفي جميع المجالات وكافة الأنحاء، حيث يحقق الإيرانيون خططهم بالاستيلاء على المناطق ووسائل التعليم، وكل هذا بدعم وتصفيق رئيس النظام الأسدي بشار، حتى أصبح حال المواطن الإيراني في سورية أحسن من حال نظيره السوري.
وفي هذه الأثناء باتت إيران تعتمد على إظهار القدرة على التحمل في مواجهة العقوبات الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية بهدف الحفاظ على وضعها في سوريا واليمن حتى لو أدى ذلك إلى إفقار الداخل الإيراني، فهي بذلك تحقق مبتغاها الأساسي من الدخول لسورية وتحويلها إلى دولة شيعية وكل ذلك يتم وسط صمت سوري وعربي وإسلامي ودولي مطبق.