الإخوان المسلمون في سورية

الثورة السورية.. واقع نحياه، لا مناسبة نتذكرها

الثورة السورية.. واقع نحياه، لا مناسبة نتذكرها

بيان رسمي
تمر بنا اليوم الذكرى الثالثة عشرة لقيام الثورة السورية المجيدة، وهي ليست ذكرى قضت ومضت، ولكنها واقع يتمثل في غضب يعتمل في الصدور، وآمالٍ تنتعش في النفوس، وصبرٍ على الابتلاء بالأنفس والأموال، وثباتٍ على طريق الحرية والكرامة لا يقيل ولا يستقيل، كما يتمثل في جيل سوري كامل نشأ وترعرع في خيام النزوح ومواطن اللجوء والاغتراب، وعقولٍ وخبرات سورية موزعة على قارات العالم الخمس.
أيها السوريون الأحرار
سيروا قدماً على طريق الثورة، فأنتم تطالبون بالعيش أحراراً في أرضكم، كرماء في عقيدتكم وقيمكم، وهذه المطالب تعارفت عليها كل قوانين الأرض وشرائع السماء، واستمرار النظام المجرم في سورية لا يمكن أن يجعل الباطل حقاً، ولا الحق باطلاً، حتى لو طبَّع معه الكبار والصغار، ولو تضافرت ذئاب الشرق والغرب، وتعاونت الميليشيات الإيرانية والقوات الروسية والسياسات الدولية على تعويم نظام الطائفية والإبادة في بلادنا الحبيبة، وشعبنا دفع – وما زال يدفع – فاتورة باهظة من دمه ودموعه ومقدراته، حتى أن النظام – وهو كذوب – أعلن انتصاره على شعب سورية بعدما قتل وسجن وهجَّر ودمر المدن والبلدات، وخرَّب السياسة وأفسد الاقتصاد، فتمسكوا بحقكم وقولوا لا للمجرم وأسياده وأزلامه فلن يسقط حق وراءه مطالب مهما طال الزمن، ولن تموتَ قضية حيَّةٌ في قلوب أبنائها، وثقوا بالله أنه لا يمكن لأي قوة على الأرض أن تفرض على الشعب السوري حلاً لا يريده، أو تسوية تُسقط حقوقه وتفرِّط بتضحياته.
سياسات الأعداء ليست قدراً، فلا تخشوا تألب الأعداء عليكم، فهم يبحثون عن مصالحهم، ولكن بحثهم عن هذه المصالح لا يعطيهم الحق بتصفية حساباتهم على أرضنا والفتك بأطفالنا وشيوخنا ونسائنا، ومن حق الشعب السوري أن يبحث عن مصالحه ويختار حكامه ويقرر مصيره بإرادته الحرة النزيهة.
أيها السوريون الأحرار..
إن المعادلات في العالم تقول إن العالم لن ينصر قضيتنا إذا لم نمتلك أسباب قوتنا ولم نتناصر فيما بيننا، ونتفق على المشترك الوطني الجامع الذي يربط مكونات هذا الوطن الجميل بميثاق العدل ورباط الحرية والكرامة.
لقد تعثرت قبل ثورتنا ثورات وثورات ثم نهضت وتابعت المسير، وثبتت وجاهدت حتى قيّض الله لها ظروف النصر والتمكين.. فاعملوا ولا تيأسوا من رَوحِ الله: ((… وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) (يوسف -٨٧).
وتذكروا قول الله عز وجل : ((إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)) (آل عمران – ١٤٠).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

جماعة الإخوان المسلمين في سورية
١٥ آذار ٢٠٢٤م
٥ رمضان ١٤٤٥ه‍

محرر الموقع