الإخوان المسلمون في سورية

الشيخ عبد الفتاح أبو غدة

في مطلع التسعينيات من القرن العشرين تولى الشيخ أبو غدة منصب المراقب العام للإخوان في سورية، في ظروف بالغة الحرج، حيث تمتلئ السجون بآلاف المعتقلين من جماعة الإخوان المسلمين، الذين يلاقون العذاب والاضطهاد والترويع والتخويف، بالإضافة إلى مئات السيدات اللاتي يعانين المصير نفسه.

وكان على الشيخ أبي غدة أن يقود المركب في هذه الأجواء العصيبة، وتربص الحكومة السورية بجماعة الإخوان، ونجح في علاج التصدع التي منيت به الجماعة، وأن يحتفظ بكيانها ووحدة صفها، في ظل الظروف العصيبة التي تعيشها هناك، وصرح هو عقب هذه الأحداث : “دعوة الإخوان هي دعوة تكليفية ليس فيها التاج.. وليس فيها الغنى.. وإنما هي دعوة المشقات والمتاعب… وأن من فضل أنه قد انفصل من انفصل وبقى أهل الحل والعقد والعزم والتصميم كما هم.. وما يزالون يزدادون قوةً، وهم بخير وفي خير كثير.. ومازالت آثار هذا الانشقاق تضمحل، ويخرج من دخل في هذا الانشقاق إلى ساحة الشرعية والجماعة النظامية، وهم يعتذرون عما سلف منهم..

 ” انتخب عضوًا في المجلس النيابي بسورية سنة (1382 هـ = 1962 م)، وكان فيها بطلاً من أبطال حرية الرأي، وجلجل فيها صوته داعيًا إلى تطبيق شريعة الإسلام ، وكان صوت حق في الوقت الذي لاذ فيه كثيرون بالصمت، واعتصموا بالسكون والهدوء، والميل إلى الدعة والراحة، لكن أصحاب الدعوات لسان صدق أينما حلّوا. أدخل السجن سنة 1966 مع ثلة من رجال العلم والفكر في سورية، ومكث في سجن تدمر الصحراوي أحد عشر شهراً. وبعد كارثة الخامس من حزيران سنة 1967 اضطر الحاكمون إلى الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وكان الشيخ رحمه الله من بينهم.

https://www.asharqalarabi.org.uk/center/rijal-a-a.htm

إخوان سورية