زهير سالم
أينا فاجعته أكبر؟! أينا قاتله أكثر وحشية ودموية؟!
مع الأسف، ويستوردون لمزيد من عناصر الاختلاف بين العرب والمسلمين وأصبحت تلك الأسئلة هي القضية.
لم يعد التنافس الفجائعي مادة للمراء والجدل فقط بل أصبح يولد حالة من الاحتقان والتنابذ غير الحميد بين أصحاب القضايا – القضية الواحدة.
علو المرقب وحده هو الذي يجعل المراقب يبصر وحدة هؤلاء الذين يدبون حول حصنه الواحد في اليمن والشام والعراق ومصر وموريتانيا والسودان..
ويتهيل البنيان العربي. وأن يوظف بعض أطراف النزاع بعض الفطائع في مشروعهم لا يكبر فاجعة ولا يصغر أخرى إلا لدى أولئك المستهدفين بالتضليل الإعلامي ولا يجوز للنخب أن تكون منهم.
ما سمعناه من إحدى الفضائيات مثلاً عن الطالب الإيطالي جولياني يفوق ما سمعناه عن الشيخ أحمد ياسين أو عن محمد الدرة أو حمزة الخطيب.
هذا الواقع لا يجوز أن يغير شعوري أو موقفي من جريمة اغتيال جولياني ولا ممن اغتاله ولكنها تجعلني أقوم بشكل أفضل تلك القناة التي بثت عن مقتل جولياني أكثر مما فعلت عمن هو أقرب منه رحماً من المفجوع بهم والمفجوعين.
شعوبنا الحيوية تقول: من حكم في ماله ما ظلم. فالذي يملك فضائية من حقه أن يملأ وقتها بما يخدم مصالحه. ولكن ليس من حقه أن يدعي علينا وليس من حقنا أن نسلم له بدعواه!! كما يريدنا سكارى الزبيبي أن نكون.
أيها المسلمون… أيها العرب قضيتكم واحدة. فجائعكم واحدة. مدير الهلكسوت الذي يدار عليكم واحد…
إن آخر شيء يمكن أن تختلفوا عليه هو لون عيني قاتلكم أو طراز ثيابه هل هو عباءة عربية أو سترة أجنبية.
كل قاتل هو نتنياهو هو بشار هو قاسم سليماني هو السيسي هو حفتر هو حسن نصر الله هو عبد الملك الحوثي هو كل هؤلاء الذين يفسدون في الأرض ويظلمون الناس.